التمدد العمراني الذي تعرفه العاصمة نواكشوط، والعولمة التي فرضت نفسها على العاصمة التي يعود تاريخ تأسيسها إلى عقود خلت، واقع فرض تحديات جديدة على السكان.
تحديات الجريمة
ارتفعت خلال الآونة الأخيرة شكاوى المواطنين في عدد من أحياء العاصمة نواكشوط، وخصوصا الأحياء الطرفية، من انتشار الجريمة والحرابة وعمليات السطو، التي باتت تؤرق مضجع سكان هذه الأحياء الطرفية الواقعة في أطراف مدينة مترامية الأطراف.
ويقول بعض السكان إنه قل أن يمر يوم أو ليلة دون تسجيل حالة اغتصاب أو عملية سطو في هذه الأحياء السكنية التي تفتقر للخدمات، وتنشد الأمن.
فالسطو وحتى الاغتصاب أضحيا جزءا من يوميات سكان هذه الأحياء النائية من العاصمة نواكشوط، في ظل ما وصفوه بغياب الأمن الذي تعرفه هذه الأحياء.
ويتحدث سكان بعض الأحياء عن مخاوفهم بشأن غياب الأمن في منطقتهم، ويؤكدون أنهم لايعرفون للنوم طريقا بسبب الخوف المتزايد من العصابات المنتشرة في المنطقة.
حراسة مدنية.. خطة بديلة لتوفير الأمن
هذا الواقع دفع بعض السكان وفي ظل غياب الأمن، إلى حماية أنفسهم من خلال مبادرة تتمثل في قيام بعض سكان الحي بالمناوبة الليلية على حراسته أو البحث عن حارس موحد يدفع له الحي شهريا مقابل حراسته ليلا، وهي مبادرات انتشرت في بعض الأحياء الشعبية في نواكشوط بسبب مايصفونه بغياب الأمن، والخوف من صولات لصوص يحملون من خفّ حمله من المنازل ولو كلفهم ذلك إزهاق روح بريئة !
مطالبات متكررة
ومايفتئ السكان ينظمون وقفات احتجاجية في نواكشوط للمطالبة بتوفير الأمن في مناطقهم، ويؤكدون انتشار الجريمة وعمليات الاغتصاب فيها.
كما لجأ بعضهم إلى الكتابة عن مشاكلهم الأمنية على صفحات التواصل الاجتماعي، في محاولة أخرى للفت انتباه السلطات الأمنية والإدارية إلى هذه المشكلة المتفاقمة.
جهود أمنية
وبين الفينة والأخرى وفي ظل ماتضج به مواقع التواصل الاجتماعي من شكاوى المواطنين، تسجل مصالح الشرطة الموريتانية من حين لآخر حالات طعن واغتصاب في عدد من أحياء العاصمة نواكشوط، وتؤكد القبض عل مرتكبيها.
كما تعلن الشرطة بشكل شبه يومي عن تفكيك شبكات مختصصة في السرقة في عدد من أحياء العاصمة، وغالبا ما تضم هذه الشبكاب أصحاب سوابق عدلية.
وآخر تحديث لعمليات السطو، أعلنت الشرطة قبل يومين عن حادثة في حي ملح بمقاطعة توجنين بولاية نواكشوط الشمالية، كان ضحيتها شاب في مقتبل العمر، قبل أن تعلن الشرطة بعد ذلك عن إلقاء القبض على المتهم بعملية الطعن التي وقعت في الحي، وتقول إنه من أصحاب السوابق العدلية ويجري التحقيق معه حاليا لمعرفة دوافع الجريمة.
سجالات حول الوضع الأمني
كما يدور منذ يومين سجال على وسائل التواصل الاجتماعي حول تسجيل عمليات سطو متزامنة في عدد من أحياء بوحديدة بولاية نواكشوط الشمالية؛ ففي الوقت الذي يتحدث أحد النشطاء عن تسجيل حالات من عمليات السطو في أحياء بوحديدة وتعرض منازل للسطو ويعضد كلامه ببعض الصور والشكاوى التي وصلته من الأسر التي تعرضت للسطو.
تفند الشرطة هذه الرواية جملة وتفصيلا، وتؤكد أن المنطقة المذكورة لم تسجل فيها عمليات سطو.
فمتى يعود الأمن والسكينة للأحياء الطرفية ؟ وما السبب في الانتشار المتزايد للجريمة في هذه الأحياء؟