اقرأ أيضا..

شاع في هذا القسم

الانتخابات الرئاسية السنغالية.. امتحان جديد للديمقراطية وسط محيط ملتهب

تستعد السنغال لتنظيم انتخابات رئاسية في ال 25 من شهر فبراير القادم، وذلك بعد أشهر قليلة على مناوشات كثيرة وطويلة بين النظام، والمعارض الشاب الأشهر في البلاد عثمان سونغو؛ والذي استطاع قبل يومين تقديم ملف ترشحه للمجلس الدستوري.

ووفق مصادر لمدار، فقد انتهت آجال الترشح للانتخابات الرئاسية المرتقبة يوم الأربعاء الماضي، بعد وصول طلبات الترشح المقدمة للمجلس الدستوري السنغالي إلى حوالي 70 ملفا، فيما ينتظر أن يبت المجلس قبل الرابع من يناير القادم في طلبات الترشح المقدمة إليه، ويعلن القائمة النهائية للمرشحين.

ويلزم القانون السنغالي المرشح للرئاسيات، بتقديم توقيعات44231 ناخبا، أو تزكية 13 نائبا، أو 120 عمدة.

ويتداول الإعلام السنغالي أسماء لمرشحين قدموا ملفاتهم للمجلس الدستوري، ومن أبرزهم المرشح المحسوب على نظام ماكي سال الوزير الأول آمادو با، وهو من أشهر السياسيين النشطين في الحزب الحاكم بالسنغال، وسبق أن تولى حقيبة الخارجية في الحكومة السنغالية لمدة سنة، وسبق أيضا أن انتخب نائبا برلمانيا في الانتخابات التشريعية التي أجريت سنة 2022، قبل أن يعين في 17 من سبتمبر 2022 وزيرا أولا للحكومة السنغالية، ثم أعاد الرئيس ماكي سال تعيينه مرة ثانية يوم السابع من أكتوبر الماضي في المنصب نفسه.

المعارض السنغالي الشاب ورئيس حزب باستيف عثمان سونغو، والذي سمح له القضاء بعد جولات قضائية بالترشح للانتخابات وذلك بعد رفع الشطب عن اسمه في اللوائح الانتخابية؛ يعتبر أحد أبرز الذي قدموا طلبات بالترشح للرئاسيات المقبلة.

ويحظى سونغو الذي تسبب توقيفه قبل أشهر في أعنف مظاهرات جماهيرية بالسنغال منذ وصول النظام الحالي للحكم؛ بدعم كبير من الشباب السنغالي، المعارض الشاب يشتهر بخطابه المتشنج تجاه فرنسا الصديق التقليدي للسنغال، ودول في المنطقة من بينها موريتانيا.

كما يعتبر الوزير السابق خليفه سال، الذي تقلد منصب وزير لعدة مرات في عهد الرئيس السنغالي الأسبق عبدو جوف؛ من أبرز من قدموا ملفات ترشحهم للمجلس الدستوري السنغالي.

وسبق لخليفة سال، أن تولى منصب عمدة دكار لمأموريتين من 2009 وحتى 2018، وظل يشغل إلى جانب ذلك منصب الأمين العام الوطني للشباب الاشتراكي بالسنغال، واتهم خليفة سال سنة 2017 باختلاس أموال طائلة قدرت بأكثر من مليار فرنك إفريقي، وتم توقيفه وسجن قبل أن يستفيد من عفو رئاسي من طرف الرئيس السنغالي الحالي ماكي سال سنة 2019.

من جانب آخر يتوقع أن ينافس في الانتخابات المقبلة الوزير السابق والخبير الاقتصادي المشهور، عبدول امباي، وهو مرشح كتلة عبدول 2024 والتي تضم عدة أحزاب سياسية.

كما يتوقع أن تنافس في الانتخابات الوزيرة السابقة، آمينا تاتوري، وهي ناشطة معروفة في مجال حقوق الإنسان بالسنغال، وسبق أن تولت حقيبة وزارة العدل لمدة سنتين.

ويعد كريم واد نجل الرئيس الأسبق عبد الله واد، المولود بباريس، والمرشح السابق للانتخابات البلدية في دائرة دكار سنة 2009، أحد ابرز المرشحين للرئاسيات المقبلة.

وينتظر أن تخوض هذه الشخصيات وغيرها، الانتخابات الرئاسية السنغالية المقبلة، والتي تأتي في ظل ظرف إقليمي صعب، غيرت فيه الانقلابات العسكرية المعادلات السياسية والأمنية بالمنطقة، وتزايدت تبعا لذلك حدة تنافس الدول العظمى على كسب ولاء قادة دول المنطقة، خصوصا بعد دخول روسيا على الخط من بوابة مالي وبوركينا فاسو.

 

spot_img