spot_img

اقرأ أيضا..

شاع في هذا القسم

هل دخل طرف غير القاعدة على خط المواجهة مع نواكشوط؟

بعد مرور حوالي أسبوعين على فرار أربعة سجناء منتمين للقاعدة من السجن المركزي بنواكشوط، لا تزال ظروف عملية الهروب الدامية غامضة عن الرأي العام، في ظل تحفظ شديد من السلطات الأمنية.

الهاربون، الشيخ ولد السالك، واشبيه ولد الرسول، ومحمد محمود يسلم، وأبوبكر الصديق عبد الكريم (الذي اعتقل).

السبت 11 مارس 2023، في لمصيدي بولاية آدرار، اشتبكت المجموعة الفارة مع الدرك الوطني، الذي سقط شهيد منه فيما قتل ثلاثة من المجموعة واعتقل الرابع أبوبكر الصديق ولد اباتنه، وباستثناء روايات وتفسيرات الساكنة المحلية، لم تتضح مخططات المجموعة قبل تحييدها، ولا وجهتها، عدا كونها كانت مزودة بالعدة الكافية لإدخالها آخر شبر في الأراضي المالية.. هناك حيث فلول تنظيمي القاعدة وداعش.

يذهب أغلب المحللين لمسار رحلة الهروب إلى تخطيط الفارين لخطف سياح غربيين من تلك المنطقة قبل الوصول إلى وجهتهم.

من جهة أخرى انتشر مقطع فيديو على شبكات التواصل الاجتماعي يعترف فيه أبوبكر الصديق عبد الكريم لدركيين بأن نية المجموعة كانت التوجه إلى مالي.

وبعد أيام من الحادثة، أفادت وسائل إعلام دولية، بتورط قيادي القاعدة بمالي، تحديدا المدعو طلحة الليبي في التخطيط المباشر وتسيير عملية الهروب.

منعرج آخر

ينفى مهتمون بشأن الساحل، تورط تنظيم القاعدة في القضية مستندين إلى مصادر وصفوها “بالموثوقة.”

وأشارت مصادر إلى أن السجناء الفارين، أصبح لهم توجه فكري جديد، مناهض للقاعدة. إضافة إلى كون القاعدة تتجنب استقبال أو عودة مقاتليها بعد إطلاق سراحهم أو فرارهم من السجون خشية أن يكونوا قد تم تجنيدهم كجواسيس لصالح الحكومات.

علاوة على ذلك، كان السالك ولد الشيخ العقل المدبر لعملية الهروب ولأخرى سبقتها في 2016، رفض التوجه إلى مالي خلال عملية فراره الأولى من السجن المركزي بنواكشوط، حيث تم اعتقاله بعد تعقب طويل من المخابرات الموريتانية في غينيا كوناكري.

كما أن سيدي ولد سيدينا، رفض هو الآخر خلال فراره عام 2007، العودة إلى القاعدة، قبل أن تعيده السلطات إلى السجن من غينيا بيساو، مما يعزز كون القاعدة لا تستقبل من تم اعتقالهم.

ما علاقة داعش؟

بحسب تقرير نشرته الداخلية الإيطالية مطلع مارس الجاري، فإن منطقة جنوب الصحراء الإفريقية الكبرى، باتت تمثل مركز ثقل جديدا لصمود تنظيميْ داعش والقاعدة.

وأشار التقرير إلى أن هذين التنظيمين الجهاديين الرئيسيين “أظهرا، حتى الآن، مرونة كبيرة؛ فقد استجابا للضغط المستمر من جانب قوى مكافحة الإرهاب، بإعادة صياغة العلاقات بين القيادة على المستوى المركزي والجماعات التابعة، في اتجاه لامركزية تدريجية واستقلالية أكبر في صنع القرار للفروع الإقليمية”.

وذكرت تقارير دولية أخرى خلال العام الماضي، أن تنظيم داعش يزداد قوة وانتشارا في منطقة الساحل الإفريقي، وخاصة في منطقة المثلث الحدودي “مالي” و “النيجر”، وبوركينا فاسو”.

من جهة أخرى، أكد رئيس النيجر محمد بازوم خلال مايو الماضي، أن المنطقة، تخضع لتنظيم “داعش”.

وبحسب مصادر خاصة تحدثت إلى “مدار”، فإن السجن المركزي بنواكشوط، شهد قبل شهرين من العملية، زيارات غريبة، لم تكن معهودة.
وأضافت ذات المصادر، أن السجناء كانوا يجتمعون بين الفينة والأخرى، في عنبر ” ولد الرسول”، قبل تنفيذ العملية.

وأشارت إلى أن ولد الرسول، هو من قتل الحرسيين اللذين استشهدا خلال العملية، إضافة إلى الدركي الذي استشهد خلال عملية آدرار.

وأوضحت المصادر، أنه بعد عملية الفرار، أخذوا سيارة من أمام السجن، وأوقفوها في مقاطعة دار النعيم، قبل أن يصطحبهم طرف خارجي في العملية إلى منزل بمقاطعة توجنين.

ولفتت المصادر إلى أن طرف العملية بعد أن أوصل الفارين إلى توجنين، أخذ السيارة التي أقلهم فيها إلى مقاطعة لكصر، وقد اشتبهت به فرقة من الدرك، قبل أن يختفي وسط زحمة السيارات.

وذكرت أنه ركن السيارة في أحد أزقة “لكصر”، قبل أن يعود إليهم عبر “سيارة أجرة”.

ووفق المصادر، فإن اللجنة الأمنية العليا التي انعقدت مباشرة بعد الفرار، أمضت حوالي 12 ساعة، دون أن تتوصل لأي خيط.

وقد توصلت للخيط الأول حوالي منتصف يوم الاثنين، بعد استجواب أحد السجناء الذي أقر بتساؤل الفارين بالتفصيل وباستمرار عن الطرق في ولاية آدرار.

وبحسب المصادر، فإن اصطحاب محمد محمود يسلم، وأبوبكر الصديق عبد الكريم، كان من أجل تحديد مسار الطريق الذي سيسلكونه إلى دار النعيم، بعد الخروج من السجن المركزي.

السلطات الأمنية شرعت منذ اللحظات الأولى لعملية الفرار، في توقيف واستجواب العديد من الأشخاص، تؤكد المصادر أنه وعلى الرغم من انتهاء العملية على النحو الذي يرضي السلطات العليا بالقصاص ممن قتلوا أفراد القوات المسلحة، إلا أن القلق من أن يكون تنظيم غير القاعدة دخل على خط الاستهداف الداخلي الموريتاني يستحوذ على اهتمام السلطات الأمنية.
فأي أبعاد لعملية سجن نواكشوط؟ وهل انتهت المتاركة بين موريتانيا والتنظيمات الإرهابية؟

spot_img