spot_img

اقرأ أيضا..

شاع في هذا القسم

نواكشوط عودة للهدوء.. وتذمر من استمرار قطع خدمة الإنترنت..

هدوء يطبع شوارع العاصمة نواكشوط، بعد مرور حوالي أسبوع على اندلاع احتجاجات عنيفة إثر وفاة الشاب عمر جوب عقب توقيفه من طرف الشرطة بمقاطعة السبخة في نواكشوط.

ولاشيء يحتدم في هذا الهدوء، سوى انتظار عودة الإنترنت إلى الهواتف المحمولة، بعد مرور 6 أيام على انقطاعها، فالمواطنون الذين تحدثوا لمدار، يسألون: متى “يرتد الشارع الموريتاني بصيرا على العالم؟”في إشارة منهم إلى انقطاع الإنترنت.

وترى الحكومة، أن الإنترنت في هذه الظرفية، أشد “فتنة”، في حين يرى المواطنون أنها أصبحت مرتبطة بيومياتهم وبمعاملاتهم، بحسب المواطنة فاطمة بنت علي.

وتقول فاطمة لمدار:
“مستاءة من انقطاع الإنترنت عن الهاتف المحمول، وليس من العدل أن نتحمل المسؤولية عن المحتجين والمشاركين في أعمال الشغب.

الآن تعطلت أعمالنا بسبب ذلك، لأنها مرتبطة بالإنترنت، ونطالب الحكومة بالتراجع فورا عن هذه الخطوة.”

تعطل التطبيقات البنكية

ولأن الموريتانيين دأبوا مؤخرا على المعاملات التجارية عبر “التطبيقات البنكية”، فقد أدى انقطاع الإنترنت إلى تعطل في وتيرة تلك المعاملات لدى الكثير من الأسواق.

وعبر معظم المتبضعين والتجار في سوق العاصمة نواكشوط لمدار، عن امتعاضهم من هذا الأجراء، رغم أن حركة السوق، مازالت تسير بنفس الوتيرة.

التاجر سيدي ولد الشيخ، أحد باعة سوق العاصمة، يجلس أمام محله الخاص ببيع الملابس، عله ينجح في إقناع المارة بالتسوق من محله، قبل أن يؤكد لمدار، أنه حرم “عدة مرات من البيع، بسبب عدم إمكانية التعامل مع المتبضعين عبر التطبيقات البنكية.”

ويقول ولد الشيخ:
“انقطاع الإنترنت لا معنى له، وليست له أي مردوية على الشعب، خاصة أن الجميع أصبح يتعامل عبر التطبيقات البنكية.

نحن التجار هم أكثر المتضررين من هذا القرار، ونتمنى من السلطات أن تتراجع عنه فورا، لأن الهدوء عم البلاد.”

إقبال على المقاهي

ومنذ الأربعاء الماضي الذي قطعت فيه الإنترنت عن الهاتف المحمول، تشهد المقاهي في العاصمة نواكشوط إقبالا كبيرا من الزبناء، وعينهم على الاستفادة من “شبكة الواي فاي”، وأكد بعض أصحاب المقاهي والمطاعم “لمدار”، هذا الإقبال الملحوظ، مستحضرين المثل المشهور، “رب ضارة نافعة”.

وفي أحد المقاهي، يجلس الخليل ولد سيدي محمد، أمام حاسوبه للقيام ببعض الأعمال، معربا لمدار عن استيائه من الظرفية التي أجبرته على العمل وسط الضجيج، وضعف “شبكة الواي فاي” بسبب كثرة المستعملين.

ويشير في تصريحه الخاص إلى “أنه يأتي إلى المقهى عند الساعة السادسة مساء، ويستمر حتى منتصف الليل أحيانا، بسبب ارتباط عمله بالإنترنت”.

ويوضح أنه مرتبط “بأعمال خاصة مع بعض الجهات الخارجية، ,وأصبحت يومياته منقسمة بين الدوام الصباحي في مقر عمله، والمقاهي في المساء، نتيجة انقطاع الإنترنت”.

ويضيف: “على الدولة أن تعي أن الإنترنت أصبحت جزء من حياة المواطنين، وعليها أن تراعي ذلك، وتضع مصالحهم فوق أي اعتبار”.

ومن جهته يقول الممرض اسنيناتي ولد إسلمو لمدار: “إن انقطاع الإنترنت له تأثير سلبي كبير، وأصبحت المقاهي هي الملجأ الوحيد، من أجل الاطلاع على ما يجري في العالم.

ويضيف: “الجميع أصبح مكتوف اليدين بسبب ذلك، وقد طالت أضرار انقطاعات الإنترنت، المستشفيات”.

ويوضح أن بعض “حقنات الأطفال، أصبحت مرتبطة بالإنترنت”، مشيرا في حديثه إلى أن “المستشفى الذي يعمل فيه، لم يتمكن من حقن الأطفال بسبب انقطاع الإنترنت”.

مصلحة الوطن أولا

ومن جهة أخرى يرى بعض المواطنين، أنه يجب تقديم المصلحة العامة أولا، وأمن الوطن قبل كل شيء، حتى ولو كان على حساب خدمة الإنترنت.

ومن بين هؤلاء، أحمد ولد عمر، الذي أكد أن قرار قطع الإنترنت كان موفقا.

ويقول ولد عمر لمدار:
“انقطاع الإنترنت كان خطوة إيجابية من السلطات، نظرا للظروف التي نمر بها حاليا، وفي ظل الشائعات التي تجتاح مواقع التواصل الاجتماعي.

الإنترنت سلاح ذو حدين، وأمن الوطن حاليا وسكينته، مرهونان بانقطاعها.

يجب على السلطات أن تستمر في هذا الإجراء، حفاظا على السكينة، ومن أجل الحد من الشائعات التي قد تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.”

وبدوره يقول الشيخ التيجاني ولد عبد العزيز (أستاذ) لمدار: “انقطاع الإنترنت كان إيجابيا، من ناحية مصلحة الوطن، وسلبيا من الناحية الفترة الزمنية التي قد يستغرقها”.

ويضيف ولد عبد العزيز لمدار:
“تضرر عملنا نحن الأستاذة، وبعض الأعمال الأخرى، وأتمنى أن تعود في أسرع وقت ممكن”.

وعلى غرار ولد عبد العزيز، أكد بعض الطلاب لمدار، تضررهم من هذا الانقطاع، خاصة أن المذاكرات فيما بينهم، تجرى عبر تطبيق التواصل الفوري “الواتساب”.

وجاء انقطاع الإنترنت، بعد يومين من اندلاع الاشتباكات في نواكشوط، وفي مدن نواذيبو، والزويرات، وكيهيدي، وبوكى التي قتل فيها أحد المتظاهرين، على خلفية وفاة الشاب عمر جوب.

ورحلت السلطات عشرات الأجانب، بسبب مشاركتهم في “أحداث الشغب”

ويعد هذا ثاني انقطاع للإنترنت في موريتانيا خلال العام الجاري، بعد حادثة فرار سجناء “سلفيين” من السجن المركزي بنواكشوط، حيث استمر لمدة أسبوع.

وخلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة 2019، قطعت السلطات الإنترنت، بعد مظاهرات شهدتها العاصمة نواكشوط، احتجاجا على نتائج السباق الرئاسي، الذي فاز به الرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني.

 

 

 

spot_img