“محمد المختار ولد أباه رجل مشغول بطلب العلم وبمهام كثيرة.. وكان حريصاً على رفع مستوى التعليم في بلده، مناهجَ ومُتعلمين، وهو أسوة حسنة لمن تعلموا على يديه..”
الكاتب العراقي موفق العاني.
ودعت موريتانيا اليوم الأحد، أحد أبرز أعلامها الدكتور محمد المختار ولد اباه، المولود عام 1924م في ضواحي مدينة أبي تلميت.
وينحدر العلامة ولد اباه، من “النباغية” التابعة لولايى اترارزة، حيث اشتهرت بالعلماء.
ويعتبر الراحل شخصية علمية بارزة، ومن الأوائل الذين جمعوا جمعا محكما بين دراسة العلوم الإسلامية في منابعها الأصلية، وبين مناهج البحث الحديثة.
المسيرة العلمية
بدأ العلامة ولد اباه مشواره العلمي بدراسة المتون المحظرية في محضرة الشيخ الأمين بن سيدي الفاضلي، و حصل على بكالوريوس في الفلسفة من السنغال، ودرس في جامعة الرباط في المغرب عام 1958م، ونال الماجستير عن رسالته “الشعر الموريتاني” 1969م في فرنسا، قبل أن يحصل على الدكتوراه في عام 1975م من جامعة السوربون في باريس حول موضوع (تاريخ أدب التشريع الإسلامي في موريتانيا).
مناصب
تقلد الراحل محمد المختار ولد اباه عدة مناصب، ونشط في العمل السياسي، من بوابة حزب النهضة، وتقلد منصب وزير الصحة في أول حكومة موريتانية، ووزير التربية الوطنية، ومكلف بمهمة في الديوان الملكي المغربي، ومستشار الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي في جدة، والممثل الإقليمي لليونسكو في كل من تونس والرباط، إضافة إلى أستاذ محاضر في دار الحديث الحسنية للدراسات الإسلامية العليا بالرباط.
وشغل العلامة ولد اباه، عدة وظائف، استهلها 1948، بتدريس اللغة العربية على المستوى الابتدائي، وتولى إدارة مدرسة تكوين المعلمين 1967، وإدارة المدسة العليا للتعليم من 1970، حتى 1978، كما كان رئيسا لمجلس جائزة شنقيط.
مؤلفات
صدر للراحل العديد من المؤلفات في مختلف مجالات الثقافة العربية الإسلامية، من أبرزها:
ترجمة معاني القرآن الكريم إلي اللغة الفرنسية
مدخل إلي أصول الفقه المالكي
مدخل إلي أصول الدين
تاريخ التشريع الإسلامي في موريتانيا
مدخل إلي الأدب الموريتاني
الشعر والشعراء في موريتانيا
قصائد وشعراء من فرنسا : تراجم وترجمات
وصدر له مؤخرا، مذكرات بعنوان: رحلة مع الحياة.
نعي
ونعى وزير الصحة الموريتاني المختار ولد داهي العلامة محمد المختار ولد اباه، عبر حسابه عبر حسابه بالفيسبوك، حيث كتب:
“توفي ليلة البارحة الدكتور محمد المختار ولد ابَّاهْ بالمركز الوطني لأمراض القلب بعد وعكة صحية طارئة.
أشهد أنه توفيَّ باسما وضَّاء الوجه حاضر الذهن فقد زرته صحبة مدير ديوان رئيس الجمهورية إسماعيل ولد الشيخ أحمد و مدير المركز الوطني لأمراض القلب بتكليف من فخامة رئيس الجمهورية للاطمئنان على حالته الصحية و التشاور مع الأطباء و الأهل فيما يلزم فا ستقبلنا بوجه وضَّاء و رد تحية الرئيس بأحسن منها و طمأننا على وضعه الصحي كما بشَّر البروفسير أحمد ولد ابَّ بخفة الوعكة ..
ساعات قليلة بعد ذاك اللقاء نعى الناعى المغفور له محمد المختار ولد اباه تقبله الله مع المتقين و بارك فى عقبه إلى يوم الدين.”
وكتب الشاعر الشيخ نوح:
“خسارة كبيرة
.
.
ببالغ الأسى والفجيعة علمت هذا الصباح بوفاة د.المختار ولد اباه، بعد عمر قضاه في ٨دمة المعرفة والثقافة والأدب. وبهذه المناسبة الأليمة أتقدم إلى ألى أسرته وتلاميذه ومحبيه وكافة الشعب الموريتاني بأحر التعازي القلبية، راجيا من الله أن يتغمده بواسع رحمته، وإنا لله وإنا إليه راجعون.”
وكتب المستشار بوزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي الولي طه: “بعد رحلته مع الحياة الزاخرة عطاء، وبذلا وتميّزا، وحسنَ تمثيل، يودعنا اليوم العلامةُ الدكتور محمد المختار ولد اباه، مخلفا ثغرة يُعيي سدُّها عظامَ الرجال.
تعازينا لأبنائه البررة، ولعترته الطيبة، وللوطن والأمة.
فاللهم اغفر له وارحمه، واعف عنه وعافه، وأدم الخير في عقبه.”
وكتب الوزير السابق سيدي محمد ولد محم:
“ويترجل الأستاذ محمد المختار ولد البّاه،
واحدٌ من أهم أعلام المحظرة الشنقيطية وسفرائها في الحقب الأخيرة، وأحد الرواد الأوائل من جيل التأسيس وبناة الدولة الموريتانية ممن لم يضيعوا وقتا وظلت رسالة التعليم والمعرفة والاصلاح بأيديهم وسيلة وغاية إلى آخر نفس.
تغمد الله تعالى الفقيد في واسع رحمته ورضوانه، وتقبل منه صالح عمله، وأنزله منازل الصالحين والأبرار من عباده، وعظم الله تعالى أجرنا جميعا في مصابه.
مع أحر التعازي وبالغ المواساة لأسرتنا الكريمة ولكل معارف الراحل وتلامذته ومحبيه والموريتانيين جميعا في فقده.
إنا لله وإنا إليه راجعون”
