spot_img

اقرأ أيضا..

شاع في هذا القسم

مجلس الوزراء بالداخل…. هل يبحث استعادة الكرنفالات القديمة؟

منذ الأسبوع الماضي، والأنظار تتجه إلى المدينة الجبلية “النعمة”، عاصمة ولاية الحوض الشرقي، التي استضافت اليوم الخميس، مجلس الوزراء الأسبوعي، لأول مرة.

وأشرقت الشمس صبحية اليوم في المدينة التي لم تنم، على حركة شعبية كبيرة، حيث الخيام الكثيرة منصوبة على الشارع الذي سيمر منه الموكب الرئاسي، وحيث الشعارات السياسية، والقبلية، تخوض منافسة شرسة بين أطر الولاية.

واصطف ساكنة المدينة على طول الشارع الرئيسي للمدينة، منذ ساعات الصباح الأولى، استعدادا لاستقبال الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني الذي يبعد وقتها مسافة 1200 كلم.

فضوليون

ومن بين المتجمهرين، السيدة امباركة سالم، التي وقفت في الطابور لعدة ساعات من “باب الفضول”، بحسب تصريحها لمدار.

وتؤكد السيدة لمدار، أنها غير” مهتمة بزيارة الرئيس للمدينة على الإطلاق، ولا بالأمور السياسية، ولا بالأسباب التي جعلت الحكومة تعقد اجتماعها في هذه المدينة لأول مرة”.

وتشير في حديثها إلى “أنها جاءت من باب التفرج على الاستقبالات الشعبية، ولرؤية الموكب الرئاسي عن قرب.”

وأعربت عن ندمها، لاستقبال الرئيس، موضحة “أن بعض الأعمال المنزلية تأخر إنجازها نتيجة لوقوفها لعدة ساعات تحت أشعة الشمس، مختتمة تصريحها ب”هذا ماه ساوي”.

كرنفالات التسعينيات,,,وتعطل بعض المصالح العمومية

الاستقبالات الشعبية الكبيرة التي شهدتها مدينة النعمة اليوم الخميس، وقبلها مدينة روصو الجنوبية، تستحضر الكرنفالات التي عرفها الداخل الموريتاني منذ القرن الماضي، وخاصة في عهد الرئيس الأسبق معاوية ولد سيد أحمد الطايع، حيث المكبرات الصوتية الكبيرة التي تمجد القبيلة، والسياسيين، في مشهد غريب خاصة أننا في عام 2023، بحسب الناشط الصديق ولد متالي.

ويقول الصديق لمدار:

” تحيرت اليوم كثيرا، وانصدمت، حين شاهدت الكرنفالات التي كنت اعتبرها جزءا من التاريخ المنسي، تتكرر في مدينة النعمة اليوم الخميس 2 مارس 2023.

ومن الغريب أن بعض المنتقدين لهذه الظاهرة على التواصل الاجتماعي، كانوا في طليعة المستقبلين لغزواني”.

ويضيف الصديق:

“تعطلت اليوم بعض المصالح العمومية، حيث كان حضور الطواقم الطبية في بعض المستشفيات متوسطا، وأغلقت بعض المدارس أبوابها.

جميع الساكنة خرجوا لاستقبال الرئيس، والبعض خرج ابتغاء مرضاة الأطر.”

استنكار لظاهرة الاستقبالات الشعبية

وانتقد بعض رواد موقع التواصل الاجتماعي” فيسبوك”، ظاهرة الكرنفالات، معتبرين أنها تعود بالدولة إلى الوراء، وتعيق تنمية البلد.

وكان من بين المعلقين الإعلامي أحمد إسلم الذي كتب :
” أي رئيس يرضى لشعبه أن يكون في هذه الحالة من أجل استقباله لا يستحق الاحترام.
وأي سياسي يحشر الناس في الشوارع لإيهام الرئيس بحب الشعب له مجرم يستحق المحاكمة.
إذا لم يوقف الرئيس ولد غزواني مهزلة الاستقبالات التعذيبية _وهو قادر على ذلك، ويدرك أنها مزيفة- فإنه يرسخ احتقاره لشعبه.
هذا منظر مخجل لكل إنسان حر.. حاكما ومحكوما.”

وكتب حرمة محمد:

” هذه الاستقبالات والمهرجانات لا أرى لها معنى ولا فائدة ومع أن سكان النعمة وضواحيها هم أكثر من يعاني من التهميش والإقصاء وردائة الخدمات.”

وعلق الطالب محمد أحمد عبد الله ب:
” كان الله في عون الشعب المغلوب على أمره”.

تعطل المصالح العمومية في نواكشوط.

ومع زيارات الرئيس للداخل، يطفو على السطح دائما، الحديث عن تعطل الإدارات، والقطاعات الحكومية، بسبب ذهاب المسؤولين إلى استقبال الرئيس.

ويندد المتفاعلون بهذه الظاهرة، مشددين على ضرورة تجاوزها.

ومن بين المتفاعلين خالد والشيخ، الذي أوضح لمدار، أنه ذهب إلى إحدى الوزارات لغاية وصفها” بالمهمة.”

وأشار خالد لمدار، إلى أن غايته لم تتحقق،” نتيجة لسفر الوزير، والأمين العام للوزارة، وموظفي القطاع، إلى مدينة النعمة.”

ظاهرة الكرنفالات، ظاهرة عالمية، تحدث في الدول ذات التاريخ الديمقراطي، بحسب الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية الناني ولد اشروقه في تصريح له نهاية العام المنصرم، خلال تعليقه على نتائج مجلس الوزراء.

وأشار إلى أن استقبالات الحاشدة للرئيس، هي تعبير عن وجهة نظر المواطنين، مؤكدا أن الحريات مصانة في البلد ولا يمكن أن يمنع أحد من التعبير عن وجهة نظره أو من ممارسة حقه الشخصي في الزيارة أو التنقل.

spot_img