وسط ارتفاع ملحوظ لدرجات الحرارة، يتجول محمد ولد عبد الله داخل بقالته ممتعضا من انقطاع خدمة الكهرباء، ويساوره قلق من المصير المجهول للمواد المثلجة، التي قد تنهش الحرارة صلاحيتها في حال استمر الانقطاع لفترة أطول.
ويقول محمد لمدار:
“لا يمكنني الآن الجلوس مستقرا داخل البقالة بسبب انقطاع الكهرباء، ومن المؤسف أن تنقطع هذه الخدمة خلال رمضان، في ظل ارتفاع درجات الحرارة.
ما يقلقني الآن هو مصير المواد المحفوظة داخل الثلاجة، التي بدأت تنسلخ شيئا فشيئا من البرودة.
غالبا ما يأتي الزبناء بعد الظهر لاقتناء “الدجاج”، الذي لا يستغني عن التثليج، وقد مرت حوالي ساعتين على انقطاع الكهرباء عن الثلاجات.”
من جهته قال عبد الله ولد علي لمدار، إن “الكهرباء انقطعت عن حيهم في “بيكه 12” بنواكشوط، حوالي الثالثة فجرا”، مشيرا إلى أن “الانقطاع استمر حتى موعد ذهابه إلى العمل عند الساعة التاسعة صباحا”.
ويضيف عبد الله لمدار:
“لم أتمكن من النوم بعد انقطاع الكهرباء، نتيجة لانتشار الباعوض، وارتفاع درجات الحرارة، كماهو حال أفراد عائلتي.
ذهبت إلى العمل، وأنا في منتهى الإرهاق الناجم عن قلة النوم”.
استياء على مواقع التواصل
وأثار انقطاع الكهرباء الذي استيقظت عليه العاصمة نواكشوط، استياء كبيرا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي من هذه الحالات التي دائما تتكرر خلال فصل الصيف.
وقال طافا سيدنا معلقا:
” نحن شغلتنا اله 3 ايام اموقفة بينا أنقطاعات الكهرباء نشتغلو الا عليه او لو 3 ايام ينقطع واليوم كاع صبح مكطوع نهائيا”
وكتبت سانتي زامل: ” بايت البارح ف دار النعيم اللحم والحوت والدجاج والخضروات لاهي يخسرو كاطعين عنا الكهرباء”.
وكتب سدوم خليه بابكر:
“روصو 3h:20
كوراه مقطوع و الماء مقطوع و درجة الحرارة 32°.
صعيبة الحياة في أدغال ‘فريقيا الموحشة.”
ومع استمرار انقطاع الكهرباء، يطفو على السطح من جديد الحديث عن مدى قدرة الشركة الوطنية للكهرباء “صوملك” على تأمين هذه الخدمة، خاصة أنها أعلنت قبل عامين على لسان مديرها السابق محمد عالي ولد سيدي محمد، أن عهد الانقطاعات الكهربيائية قد ولى.
وأوضحت الشركة أن برنامجا واسعا شمل اقتناء معدات جديدة وحملة مكثفة لإصلاح المولدات المتعطلة في نواكشوط والمدن الداخلية تم اطلاقه مؤخرا ، مشيرة إلى أنه تم التغلب بشكل نهائي علي مصادر الخلل المتسببة في تلك الانقطاعات.
وكانت “تعهداتي” البرنامج الانتخابي للرئيس الحالي محمد ولد الشيخ الغزواني، قد شملت تحسين وتوسعة خدمة الكهرباء، ورغم ذلك زاد عدد الانقطاعات في أوقات الضغط ولم تتحسن الخدمة في أهم مدن البلاد، العاصمة رغم انقضاء ثلثي المأمورية.
وتتكرر الانقطاعات دائما، في فترة الحر، وخاصة في موسم الخريف، الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات عن أسباب استمرار هذه الظاهرة، حتى عام 2023..