أواخر ديسمبر من عام 1935، ولد الغابوني ألبرت بيرنارد بونغو في أسرة تعتنق الديانة المسيحية، بقرية لواي بمقاطعة هاوت-أوغو جنوب شرقي الغابون بالقرب من حدود جمهورية الكونغو.
عمل في مركز البريد والاتصالات، قبل التحاقه بالعسكرية التي تخرج منها ضابطا برتبة ملازم بسلاح الجو في برازافيل.
كما تخرج بعد ذلك برتبة نقيب من فورت لامي (حاليا إنجامينا في تشاد).
دخل عمر بونغو المشهد السياسي مبكرا، واعتقل من طرف جنود متمردين انقلبوا على الرئيس ليون إمبا وخطفوه في انقلاب سنة 1964، قبل تدخل قوات مظلية فرنسية، التي حررت الرئيس المختطف، ومدير مكتبه بونغو، لإعادتهما إلى السلطة.
وينحدر بونغو الذي توفي عنه والده وهو في السابعة من العمر، من أسرة كبيرة كانت تعيش في الريف الغابوني وتعمل بالزراعة، بحسب الإعلامي المختص في الشؤون الإفريقية محفوظ ولد السالك.
ويقول محفوظ لموقع مدار: “اعتنق عمر بونغو الإسلام بعد 6 سنوات من توليه الرئاسة، في بلد يشكل المسلمون فيه حوالي 12%.
وبعد اعتناقه الإسلام غير عمر بونغو اسمه من “ألبرت بيرنارد بونغو” إلى الحاج عمر بونغو، وأضاف له لقب أونديمبا لاحقا سنة 2003.
ولفت إلى أنه حصل ” على ثقة الرئيس الأول للغابون بعد الاستقلال ليون مبا، الذي عينه مديرا لمكتب الرئيس عام 1962، وكان حينها في السابعة والعشرين من العمر.”
وذكر أن عمر بونغو الذي حكم الغابون حوالي 42 سنة، ظل “وفيا لفرنسا، وحافظ بذلك على نظام حكمه من عدوى الانقلابات التي ظلت تحصل من حوله في بلدان القارة الإفريقية.”
كيف دخل الإسلام؟
تشير بعض المصادر، إلى أن عمر بونغو، دخل الإسلام على يد الأمير محمد فال ولد عمير الذي التقاه بالمملكة المغربية.
وتشير مصادر أخرى، إلى أنه دخل الإسلام على يد أول رئيس لموريتانيا المحتار ولد داداه.
وتمكن المختار ولد داداه من إقناعه بدخول الإسلام، وتغيير اسمه بحسب أستاذ الاقتصاد بجامعة نواكشوط د. عبد الله محمد اواه.
ويوضح الأستاذ الاقتصادي لمدار:
“العلاقات بين الرئيسين المختار ولد داداه، والغابوني عمر بونغو، كانت علاقات وطيدة، وكانت هناك زيارة متبادلة رسمية.
العلاقات بين الرئيسين، تجاوزت الدبلوماسية، وأصبحت علاقات شخصية بينهما.
بعد تطور العلاقات، أقنع ولد داداه نظيره الغابوني باعتناق الدين الإسلامي، وبعد أدائه فريضة الحج، أقنعه بتغيير اسمه من ألبرت بيرنارد بونغو، إلى الحاج عمر بونغو.”
ويضيف الأستاذ الاقتصادي، أنه “بعد اعتناق بونغو للإسلام، أهدى الرئيس الموريتاني المختار ولد داداه، طائرة خاصة من نوع كارافيل، قبل أن يضعها الأخير تحت تصرف الخطوط الجوية الموريتانية.”
وأشار إلى أن العلاقات بين الرئيسين الراحلين، مهدت طريقا مفروشا بالورود، لعلاقات وطيدة بين البلدين، رغم تباعدهما”.
وأكد أن العلاقات “مازالت مستمرة بين البلدين حتى الآن، نتيجة للدفع الناجم عن العلاقات بين الرئيسين.”
تبنى علي بونغو
عمر علي بونغو الذي حكم البلاد حوالي 42 سنة، أنجب أكثر من 30 طفلا من بينهم علي بونغو.
لكن المختص في الشؤون الإفريقية المختار ولد الشين، يرى “أن علي بونغو، متبنى من طرف عمر بونغو، بحسب ما تداولته المعارضة الغابونية”.
وأوضح أن تلك الإشاعة، انتشرت بعد شجار علي مع ابنة بونغو باسكالين مفيري، التي سبق أن شغلت منصبَي وزيرة الخارجية ورئيسة موظفي القصر الرئاسي.”
وبخصوص اعتناقه للدين الإسلامي، أوضح ولد الشين لمدار، أنه التقى “بمحمد فال ولد عمير بالمغرب مرة، وفي نيويورك مرة أخرى، قبل وفاة الأخير 8 مايو 1965 في العاصمة السنغالية داكار بعد تعرضه لوعكة صحية
لكنه اقتنع بفكرة الإسلام حين تعرف على المختار ولد داده، في فترة السبعينات من القرن الماضي.”
وأشار إلى أن بونغو كان يحب “الموريتانيين كثيرا حد تكفله بمسؤوليات عائلة الرئيس الراحل المختار ولد داداه، بعد الإطاحة به.”
وأرجع علاقاتهما، إلى “دولة فرنسا التي استعمرت بلديهما.”
وقال إن الراحل عمر بونغو، “ساهم في بناء جامعة نواكشوط.”
وتزوج عمر بونغو من ابنة إيدث لويسي، ابنة رئيس الكونغو دينس ساسو نغيسو التي توفيت في مارس من عام 2009.
وفي يونيو من عام 2009، أعلنت وفاة حاج عمر بونغو عن عمر ناهز 73 عاما، بالمملكة الإسبانية، جراء إصابته بالسرطان.
وتسلم علي بونغو مباشرة السلطة بعد وفاته، حيث حكم البلاد لمدة 14 سنة.
وبعد إعلان إعادة انتخابه رئيسا لولاية ثالثة، أعلن مجموعة من العسكريين الإطاحة بعلي بونغو فجر اليوم الأربعاء الموافق 30 أغسطس من عام 2023، معلنين بذلك وضع حد لحكم عائلة بونغو، الذي استمر 55 عاما.