قال رئيس المرصد الأطلسي الساحلي للهجرة محمد الأمين ولد خطاري، إن مرصد الأطلسي كان استجابة حقيقية للإشكالات المطروحة لموريتانيا والتي تحتاج إلى دراسات تتبعية أكاديمية.
وأكد ولد خطاري في تصريحات لمدار، أن المرصد بالتزامن مع إنشائه قام بتوقيع اتفاقية تفاهم مع جامعة إسبانية عريقة تهتم بالهجرة والمجتمعات، مضيفا أن المرصد يحاول أن يقدم تصورا حول الهجرة وانعكاساتها على موريتانيا وطبيعة الاتفاقية والعلاقات المؤسسة بين موريتانيا وكل من إسبانيا والاتحاد الأوروبي.
ولفت ولد خطاري إلى أن المرصد يضم نخبة من الأكادميين الموريتانيين ومن المغرب العربي والاتحاد الأروبي، مؤكدا أن المرصد يسعى لمتابعة طبيعة الهجرة في موريتانيا وانعكاساتها على المستويين الاحتماعي والاقتصادي والأمني.
وشدد على أن المرصد يراقب أيضا الخروقات وكيفية اندماج المهاجرين ومستوى التعاطي معهم بالطرق القانونية للحصول على حقوقهم كضحايا لعصابات الهجرة، بالإضافة إلى التوعية ضد خطر الآمال الكاذبة التي تعطيها هذه العصابات للشباب.
وأشار إلى أنهم في المرصد يعملون خلال هذا العام على تنظيم ندوات استشرافية لمستقبل الهجرة في موريتانيا، وعلاقتها بدول الساحل حيث ينحدر أغلب المهاجرين القادمين إلى موريتانيا.
وقال ولد خطاري، إن إسبانيا كانت من أكثر الدول التي شهدت علاقتها مع موريتانيا حالة من الاستقرار منذ الاستقلال، لافتا إلى أنه في السنوات الأخيرة شهدت العلاقة بين البلدين نموا كبيرا في مختلف الجوانب.
ودعا ولد خطاري إلى عدم اختزال العلاقات مع إسبانيا في السياقات الأمنية، وأن يكون هناك فضاء مفتوح للتعاون على اعتبار أن إسبانيا هي الأقرب للبلد جغرافيا من بين جميع الدول الأوروبية لموريتانيا، مشددا على أن الاستفادة من تجارب إسبانيا في ميدان الزراعة والتعليم والتجارة من الأبواب التي يجب أن تطرق في سبيل تعزيز علاقة البلدين.
واعتبر أن مرصد الأطلسي يحاول أن يقدم رؤية موريتانيا إلى الجانب الأوروبي بخصوص الهجرة، وأنه يلعب دور الجسر الرابط بين مدريد ونواكشوط في سياق الهجرة.
وبخصوص الهجرة الدائرية التي اتفقت موريتانيا وإسبانيا على تفعيلها بينهما، أكد أنها فكرة كانت منتظرة، وأنها مهمة وذات قيمة على موريتانيا وإسبانيا معًا.
وحذّر ولد خطاري من عدم الالتزام بالبنود المتفق عليها ماقد يُعرض هذه التجربة الأولى إلى الفشل، مؤكدا أن التجربة محفوفة بالمخاطر إذا لم يلتزم الطرفان بكل القواعد المترتبة على اتفاق الهجرة الدائرية، مما قد يعرض المشروع للفشل.
