spot_img

اقرأ أيضا..

شاع في هذا القسم

موريتانيا: انقطاع تام للانترنت وسط سعي لرقمنة القطاعات الحكومية

شهدت موريتانيا في السنوات الأخيرة انقطاعات متكررة لشبكة الانترنت، لأسباب عديدة منها ماهو متعلق بسعي الحكومة لمحاربة الغش في امتحان شهادة ختم الدروس الثانوية، ومنها ماهو ناتج عن أعطال تصيب بين الفينة والأخرى الكابل البحري الحامل للأنترنت إلى موريتانيا، ومنها ماهو متعلق بدواعي أمنية وفق المصادر الحكومية.

ففي العامين 2018، و 2019 شهدت موريتانيا انقطاعين لخدمة الانترنت، كان أولهما بسبب عطل في الكابل البحري، أما الثاني فقد جاء نتيجة لما وصفته الحكومة حينها “بالإجراء الأمني، بسبب أعمال الشغب التي تلت يوم اقتراع رئاسيات 2019، والتي اعتقل على إثرها عديد الأجانب.

العام 2023 هو الآخر لم يسلم من انقطاع خدمة الانترنت، فقد تم قطعها شهر مارس إثر فرار مجموعة من السجناء السلفيين من السجن المركزي بنواكشوط بعد إطلاقهم النار على حرسيين من حرس السجن .

وقال الناطق باسم الحكومة حينها الناني اشروقه إن متابعة ملف الفارين من السجن المدني بنواكشوط، كلفت به لجنة عليا تضم عديد الخبراء الأمنيين، ارتأت قطع خدمة الإنترنت، يومها، مردفا أن الأضرار الناتجة عن ذلك كانت نسبية نظرا لتوفر الإنترنت الثابت لدى عديد الشركات والمؤسسات الحكومية، مما خفف من الأضرار التي يتحدث عنها البعض.

وفي منتصف العام نفسه قطعت السلطات الأمنية خدمة الانترنت كذلك بعد 48 ساعة ساخنة عاشتها موريتانيا إثر اندلاع احتجاجات وأعمال شغب بعدة مدن في البلاد، بسبب وفاة مواطن بمقاطعة السبخة في ظروف غامضة.

ودعا “تحالف أمل موريتانيا” المعارض يومها إلى تعويض المتضررين من انقطاع شبكة الانترنت خاصة أصحاب المشاريع الصغيرة.

واعتبر “أمل موريتانيا ” في بيانه الصحفي الصادر أنذاك، أن عدم القدرة على توفير الأمن والخدمات الأساسية _ كالأنترنت _ في نفس الوقت فشلا ذريعا للسلطة الحالية”.

وتنضاف هذه الانقطاعات لمواصلة السلطات العليا في البلد، قطع الإنترنت لمدة 8 ساعات طيلة أيام الباكالوريا، في تصرف لقيّ معارضة واسعة من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي في موريتانيا؛ حيث اعتبره بعضهم دليلا كافيا لفشل الوزارة الوصية في ضبط الامتحانات بالطرق المعتادة، دون الإضرار بمصالح المواطنين المرتبطة بالانترنت.

وانقطعت الليلة البارحة خدمة الانترنت نتيجة لعطب فني في الكابل البحري (ACE) المزود للبلاد بخدمة الانترنت، وفق ما أعلنته سلطة التنظيم.

واعتذرت الحكومة الموريتانية ممثلة في وزارة التحول الرقمي وعصرنة الإدارة، عن أي إزعاج قد يكون ناجمًا عن هذا الانقطاع الأخير شاكرة المواطنين على صبرهم وتفهمهم خلال اللحظات الماضية.

وقالت الوزارة في بيان صحفي صادر عنها، إن البلاد شهدت انقطاعًا مفاجئًا في شبكة الإنترنت، مؤكدة أنه تم على الفور تشكيل لجنة مختصة لتحديد مصدر العطل والبدء في إصلاحه، بمتابعة مباشرة من السلطات العليا في البلد.

وتأتي هذه الانقطاعات في ظل حديث وزير التحول الموريتاني الأسبق المختار أحمد اليدالي عن عمل قطاعه آنذاك على رفع تغطية الانترنت في البلد إلى 100% في أفق العام 2024.

وكانت موريتانيا قد وقعت في أواخر عهدة الرئيس السابق محمد عبد العزيز اتفاقية تمويل لكابل بحري جديد لتعزيز الكابل البحري اليتيم الذي كان يمد البلاد بالانترنت، إضافة إلى كابل عبور يمر في اتجاه دول جنوب الصحراء، وأعلن وزير التحول الرقمي السابق الشيخ الكبير ولد مولاي الطاهر مايو سنة 2022 قرب البدء في استغلال الكابل الثاني لتعزيز البنية التحتية الرقمية.

وتحارب سلطات الحدود الموريتانية إدخال أو استخدام أجهزة الانترنت الفضائي من المدار الأدنى التي أطلقتها شركة سبيس أكس المملوكة لرجل الأعمال الأميركي من أصل جنوب إفريقي إيلون ماسك، في وقت لا تغطي فيه شبكة الجيل الرابع من الصبيب إلا نواكشوط ونواذيبو وعواصم بعض الولايات، وتعاني فيه بقية مدن ومقاطعات وبلديات البلاد من رداءة خدمتي الاتصال والإنترنت أو انعدام إحداهما، وفي بعض الحالات انعدام كلي لكل أنواع الاتصال.

ووضع الرئيس الحالي محمد الشيخ الغزواني شهر ديسمبر من العام 2021 حجر الأساس لمركز بيانات من الفئة الأولى بكلفة معلن عنها قدرها 3.3 مليار أوقية قديمة لتحقيق أهداف السيادة الرقمية وتوطين البيانات الوطنية، وقدرت الحكومة مدة الأشغال بـ480 يوما، بينما لم يتم الإعلان عن دخوله الخدمة حتى اللحظة، وآخر تحديث على موقع وزارة التحول الرقمي قبل اختفاء موقعها نتيجة اضطراب الانترنت اليوم يشير إلى أنه “يجري العمل الآن على إنشاء مركز بيانات من المستوى الثالث. سيمكن من تخزين البيانات الرقمية للمواطنين”. ولا يعرف بعد ما إذا كانت الحكومة تنوي توفير خدمات احتياط لمركز البيانات المزمع إطلاقه ومن أي مصدر.

spot_img