التقى وفد أوروبي يزور موريتانيا حاليا، ويتكون من ممثلين عن 17 شركة ناشطة في مجال الهيدروحين الأخضر، مساء اليوم الخميس بالقصر الرئاسي بنواكشوط، الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني.
ووفق المكتب الإعلامي للرئاسة الموريتانية، فإن زيارة الوفد الأوروبي، تأتي في إطار التعاون مع الاتحاد الأوروبي لدعم استغلال وتطوير إمكانيات موريتانيا في مجال الهدرودوجين الأخضر.
ووفق المصدر نفسه، فقد تناول اللقاء العلاقات التجارية بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي، ضرورة استغلال مناخ الاستثمارات المشجع في مجال الهيدروجين الأخضر.
ويضم الوفد الأوروبي، العديد من ممثلي الشركات الأوروبية في مجال المحروقات مثل شركة Total Energies، ووكالات للتنمية في الاتحاد الأوروبي ووكالات للتجارة الخارجية، كما يضم الوفد ممثلا عن بنك الاستثمار الأوروبي.
المتحدث باسم الوفد الأوروبي، وسفير الاتحاد الأوروبي في موريتاني جويليم جونز، قال في تصريح عقب اللقاء، إن الوفد الأوروبي يمثل كامل سلسلة الفاعلين المهتمين بالهدروجين الأخضر، ولديهم اهتمام خاص بالعمل مع موريتانيا من أجل تطوير القدرات الموريتانية في مجال الهيدروجين الأخضر.
وأكد رئيس الوفد الأوروبي، أن هذا المسعى يتطلب وسائل كبيرة قي مجال البنى التحية وتعزيز القدرات في مجال التكوين والتأهيل وهو ما سيفتح آفاقا وفرصا كبيرة للشركات الموريتانية والأوروبية للعمل معا على تحقيق هذا الطموح الكبير المشترك بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي.
وتشهد علاقات موريتانيا والاتحاد الأوروبي تقاربا ملحوظا منذ فترة، حيث وقّعا في مطلع شهر مارس الماضي إعلانا للتعاون المشترك بينهما في مجال محاربة الهجرة غير النظامية يشتمل على عدة نقاط من بينها منع تدفق المهاجرين نحو السواحل الأوروبية، وخاصة إسبانيا وإعادة المهاجرين الموريتانيين الذين لا يتمتعون بحق الإقامة على التراب الأوروبي.
ويأتي التقارب الموريتاني الأوروبي، في ظل صراع دولي محموم بين القوى العظمى، للسيطرة على ولاء دول الساحل الإفريقي، وخصوصا بعد خروج عدة دول بالمنطقة من بينها النيجر ومالي وبوركينافاسو من عباءة فرنسا، ونزوعهم المعلن للتعاون مع روسيا الاتحادية، عبر التعاون في مجال الدفاع، ورعاية مجموعة دول الساحل الجديدة G3، التي أنشئت على أنقاض G5 التي كانت تضم بالإضافة إلى الدول الثلاث موريتانيا وتشاد.
كما يأتي هذا التقارب في ظل توقعات بصدام محتمل بين النظام السنغالي الجديد، وفرنسا الحليفة التاريخية للسنغال والدولة الأوروبية الأكثر في ولاء دول القارة والعضو في الاتحاد الأوروبي، وهو ما يجعل موريتانيا خيط الأمل الوحيد بالنسبة للاتحاد الأوروبي، خصوصا بعد التوترات الأخيرة مع مالي، والحديث عن اعتداءات متكررة يقوم بها الجيش المالي وقوات فاغنر ضد مواطنين موريتانيين، على الشريط الحدودي الرابط بين البلدين.