يتوقع أن يشارك وزير الخارجية الموريتاني محمد سالم ولد مرزوك، غدا الأربعاء في الدورة الرابعة والأربعين للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي المقررة يوم غد الأربعاء بالعاصمة أديس أبابا، تحضيرا للدورة العادية السابعة والثلاثين لقمة الاتحاد الإفريقي.
وتنطلق الدورة 37 للقمة الإفريقية نهاية هذا الأسبوع، وذلك بمقر الاتحاد الإفريقي بأديس أبابا يومي 17 و 18 فبراير الجاري.
وكان ولد مرزوك قد غادر نواكشوط، الليلة البارحة متوجها إلى أديس أبابا، للمشاركة في الدورة المذكورة.
وتأتي مشاركة ولد مرزوك في هذه الدورة المحضرة للدورة 37 للاتحاد الإفريقي، في ظرف يتوقع فيه ترشيح الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني لرئاسة الاتحاد الإفريقي، بدعم من دول وازنه في شمال إفريقيا، من بينها الجزائر التي صرح رئيسها عبد المجيد تبون أمس الإثنين، بوقوف بلاده إلى جانب ولد الغزواني في الترشح لرئاسة الاتحاد الإفريقي.
ترشح ولد الغزواني لرئاسة الاتحاد الإفريقي ماتزال الحكومة الموريتانية حتى الآن تتكتم عليه، لكن الرئاسة الجزائرية نقلت يوم أمس الإثنين في إيجاز صحفي نشرته على صفختها بالفيسبوك حول مضامين اتصال هاتفي بين تبون وولد الغزواني، قول تبون إن ترشيح ولد الغزواني عن منطقة شمال إفريقيا “يُشرّف دول وشعوب المنطقة ككل”، مضيفا أنه “سيجد الجزائر دائما إلى جانبه للقيام بمهامه النبيلة”.
وفي الجانب الآخر لم تعلق الرئاسة الموريتانية حتى الآن على خبر الترشح، فيما اكتفت الوكالة الموريتانية للأنباء بالحديث عن الاتصال الهاتفي الذي جمع ولد الغزواني بتبون، مؤكدة أن الرئيسين “تناولا أثناء حديثهما العلاقات الثنائية المتميزة التي تربط البلدين، وثمنا التشاور والتنسيق المنتظم بينهما على جميع الأصعدة، وخصوصا حول القضايا ذات الاهتمام المشترك”.
وأضافت الوكالة الرسمية، أن الرئيسين أكدا أيضا “عزمهما العمل سويا على تنمية وتنويع علاقاتهما الثنائية بما يخدم مصالح البلدين الشقيقين” في تجاهل واضح لمانقلت وسائل الإعلام الجزائرية بخصوص ترشيح ولد الغزواني لرئاسة الاتحاد الإفريقي، مما يطرح عدة احتمالات، لعل من أقربها أن الحكومة الموريتانية لم تجد بعد الدعم الكافي من خارج منطقة شمال إفريقيا، في إطار جهودها لضمان نجاح ولد الغزواني، مما يفرض عليها حتى الآن التنسيق بشكل سري.
ويستعد ولد الغزواني الخميس المقبل للسفر إلى أديس أبابا، للمشاركة في القمة 37 للاتحاد الإفريقي.
وتشهد منطقة غرب إفريقيا التي زكت دولها ترشيح ولد الغزواني لرئاسة الاتحاد الإفريقي، اضطرابات أمنية واسعة وذلك بعد سيطرة أنظمة عسكرية على دول وزانة بالمنطقة، مما يرجح فكرة الاصطفاف خلف موريتانيا بوصفها الأكثر استقرارا وتماسكا.
وعرفت نواكشوط خلال الشهرين الماضيين، حراكا دبلوماسيا مكثفا مع دول المنطقة وخصوصا الجزائر والمغرب، بدأ بتبادل الزيارات حيث استهل وزير الخارجية الموريتاني محمد مرزوك زيارته للمنطقة منتصف يناير الماضي من الجزائر، قبل أن يزور المغرب وتونس وليبيا، في حراك سياسي ودبلوماسي توقع بعض المراقبين أن ينعكس على مستوى العلاقات بين موريتانيا وهذه الدول، التي تبحث اثنتين منها على الأقل عن دعم موريتانيا السياسي في قضية الصحراء الغربية، وقضايا أخرى إقليمية ودولية.
وختم الحراك الدبلوماسي قبل أيام بزيارة متزامنة، لوزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، ووفد برلماني مغربي، وتم خلال الزيارتين تبادل وجهات النظر حول عدة قضايا مشتركة وفق الإعلام الرسمي الموريتاني.
كما دعا الوفد البرلماني المغربي، إلى تجسيد المنتدى السنوي البرلماني المشترك بين موريتانيا والمغرب على أرض الواقع، حيث تعهد الطرفان الموريتاني والمغربي بمواصلة العمل على تجسيد فكرة المنتدى في أقرب الآجال.