ما إن دقت الساعة صفر من ليلة الجمعة، الموعد القانوني لانطلاق الحملة الدعائية الممهدة لانتخابات يونيو الرئاسية؛ حتى بدأت حملات المرشحين في استعراضاتها السياسية، مؤذنة بمرحلة من الشدّ والجذب حد السخرية من شعبية بعض المرشحين وحضورهم الإعلامي.
ولأن مناكفات السياسة وحروبها تجري اليوم في عصر التكنولوجيا لا يبدو أن بعض أطرافها تتورع عن استخذام كل أداة ممكنة في غفلة من القانون ونظم الإشهار السياسي، إذ دخل الذكاء الاصطناعي وملحقاته الشبيهة ليشعل الحرب بين أنصار المرشحين.
نشطاء معارضون تداولوا صورة لمرشح الأغلبية محمد الشيخ الغزواني، تظهر مدرجات فارغة خلفه، معتبرين أن حشوده في افتتاح الحملة لم تكن على المستوى.
الصورة قابلتها الموالاة بنشر لقطات جوية تظهر مدرجات ملعب شيخا بيديا الذي احتضن فعاليات افتتاح حملة ولد الغزواني، وهي مكتظة بالمناصرين، فيما اعتبرها بعض المعارضين مجرد صورة “مفبركة”.
وبتدقيق الفريق التقني لمدار ونقلا عن فرقها التي غطت افتتاح أغلب حملات المرشحين بنواكشوط فإن الصورتين سليمتان أولاهما للحشد الانتخابي للغزواني عند منتصف الليل تقريبا والثانية بعد انقضاء ثلثي كلمته حيث بدأت بعض الجماهير في المغادرة لتأخر وقت الليل.
بيد أن احتمالات التزييف بأدوات الذكاء الاصطناعي أوسع من مجرد الصور فهي تشمل مقاطع الفيديو، ورغم عدم وجود لاستخدامها صراحة خاصة تلك المختصة في التزييف العميق إلا أن مقاطع فيديو ساخرة انتشرت، وبعضها بأدوات الذكاء الاصطناعي البسيطة المجانية فركبت وزامنت أصواتا جديدة، غير أصواتها الأصلية.
الفيديوهات والصور المتداولة طرحت بجدية عدة استفهامات حول تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي في الحملات الانتخابية في شقها الإعلامي والحملات المضادة وعن أدوار سلطات الرقابة التي شغلت الرأي العام أسبوعا قبل الحملة بتهديداتها المخالفين للنظم والقوانين الناصة على مواسم الانتخاب، وهي أسئلة يبرز إلحاحها في جانب غياب النص القانوني الذي يتحدث صراحة عن الذكاء الاصطناعي لحداثته وعن أدوات كشفها لغيابها في أغلب الأحوال في الوقت الذي احتاطت فيه أغلب الدول التي ضربت وستضرب موعدا مع الانتخابات هذا العام لمعطى ذي تأثير كهذه الأداة.