spot_img

اقرأ أيضا..

شاع في هذا القسم

هاجس الأمن يرفع إنفاق موريتانيا العسكري لسنة 2026 إلى أكثر من 150مليار أوقية قديمة

على وقع أصوات الأسحلة المرتفعة في منطقة الساحل وشمال إفريقيا الملتهبة، ووسط تزايد كبير في التحديات الأمنية المرتبطة بالتغييرات غير الدستورية والحركات الجهادية التي أصبحت المنطقة واحدة من أكبر وجهاتها بعد انحسار نفوذها في الشرق الأوسط، ومايعنيه ذلك من هواجس أمنية باتت تسيطر على دول المنطقة؛ أعلنت موريتانيا عن زيادة هي الأولى من نوعها في الإنفاق العسكري إذ بلغت ميزانية وزارة الدفاع في ميزانية 2026 أكثر من 15 مليار أوقية جديدة أي مايعدل 150 مليار أوقية قديمة.

بين الزيادة والتقليص.. مسار الإنفاق العسكري منذ 2019

وشهدت ميزانيات الإنفاق العسكري منذ عام 2019 مسارا تصاعديا وإن تخللته بعض التقليصات القليلة، ففي عام عام 2019 (العام الذي تسلم فيه ولد الغزواني الحكم) كانت ميزانية وزارة الدفاع نحو 6 مليارات أوقية جديدة فقط، توزعت بين التسيير والاستثمار بمعدل 5 مليارات للأول ومليار واحد للثاني.

وفي عام 2020 وبعد أشهر قليلة من تنصيب ولد الغزواني رئيسا لموريتانيا وصلت ميزانية الدفاع إلى نحو 8 مليارات أوقية.

التقليص الوحيد للإنفاق العسكري خلال السنوات الست الماضية

في العام 2021 وقبل أشهر قليلة من الانقلاب العسكري في الجارة الشرقية مالي، أظهر مشروع قانون المالية لسنة 2021 تقليص ميزانية وزارة الدفاع بمبلغ 24.985,558 أوقية جديدة مقارنة مع ميزانية الوزارة في 2020، حيث وصلت ميزانية وزارة الدفاع في مشروع 2021 إلى 776.796.226.

ومثل تراجع ميزانية وزارة الدفاع حينها نسبة 0,3%، مقارنة بميزانية الوزارة عام 2020.

 عودة لمسار ارتفاع الإنفاق العسكري

وفي 2022 العام الذي تزايدت فه حدة الانقلابات العسكرية في المنطقة بإسقاط انقلابيين للنظام المدني في بوركينا فاسو، وعلى وقع انسحاب الجارة مالي من تحالف G5 الذي يوجد مقره بموريتانيا ولجوئها إلى قوات فاغنر لصد هجمات الحركات الجهادية في الشمال، عادت موريتانيا لترفع إنفاقها العسكري عبر ميزانية 2022 حيث خصصت أكثر من 8 مليارات اوقية لوزارة الدفاع الوطني.

وفي العام الموالي (2023) الذي تزايدت فيه حدة التحديات الإقليمية بعد سقوط النيجر في أيدي الانقلابيين والإطاحة بنظام الرئيس المدني محمد بازوم، وانسحاب النيجر رفقة بوركينا فاسو من تحالف G5، واصلت موريتانيا في رفع إنفاقها العسكري إلى أكثر من 9 مليارات أوقية.

ميزانية 2024.. زيادة بأكثر من 6 مليارات ومعدات عسكرية جديدة

وفي 2024 ووسط سباق تسلح بين الجارتين الجزائر والمغرب، وحديث عن أهمية تطوير الترسانة العسكرية بعد أن أصبحت المسيرات السلاح الذي تتنافس الدول المجاورة في الظفر بصفقاته، أعلنت موريتانيا عن زيادة ميزانية وزارة الدفاع بـ6.086.444.160 أوقية قديمة، لترتفع ميزانيتها بذلك إلى 109.287.280.230 أوقية، بدل 103.200.836.070 أوقية قديمة.

وتم توجيه 5.04 مليار أوقية من هذا المبلغ إلى ميزانية الاستثمار، وبالتحديد بند “اقتناء معدات عسكرية خاصة”، فيما تم توجيه مبلغ 9.925.000 أوقية قديمة إلى إدارة المعلومات بهدف “اقتناء سلع وخدمات” في مجال “أمن وسلامة نظام تكنولوجيا المعلومات”.

فيما تم توجيه 505 ملايين أوقية قديمة زيادة في ميزانية الجيش، وبذلك ارتفعت ميزانيته من 67.821.006.630 أوقية، إلى 68.326.326.630 أوقية قديمة، وتم توجيه المبلغ لبند “نفقات اقتناء سلع وخدمات” في مجال “الحفاظ على الحوزة الترابية”.

وبعد أشهر من رفع ميزانيته؛ أعلن الجيش الموريتاني في يونيو 2024، أنه أصبح يمتلك لأول مرة مسيرات تمشيا مع متطلبات التطور المتسارع للتسليح في العالم.

ولم يكشف الجيش عن عدد المسيرات ولا عن طبيعتها ولا عن مصدرها أو البلد الذي تم شراؤها منه ولا عن التقنية التي تستخدمها.

وقال المكتب الإعلامي للرئاسة حينها إن الترسانة الجديدة تتكون -على سبيل المثال لا الحصر- من وحدات مدرعة وأخرى مدفعية ميدانية ووحدات مضادة للدروع وأخرى مضادة للطائرات وطائرات ومحطات رادار ومسيرات استطلاع وهجوم ذات فعالية عالية جدا وقادرة على تغطية كامل الحوزة الترابية الوطنية بما في ذلك المياه الإقليمية على مدار الساعة.

ميزانية الإنفاق العسكري في موريتانيا لعام 2025 حافظت على نسق الارتفاع الذي شهدته ميزانية الدفاع منذ العام 2022، حيث رصدت الميزانية العامة للبلد نحو 11.861.317.927 أوقية، لوزارة الدفاع وشؤون المتقاعدين وأولاد الشهداء.

ميزانية 2026.. الأعلى في تاريخ البلد

وبتزايد التحديات الإقليمية واصلت موريتانيا زايدت إنفاقها العسكري للعام المقبل حيث رصدت ميزانية 2026 التي أجازها البرلمان قبل أيام زيادة هي الأعلى منذ 2019 وربما في تاريخ البلد.

وبحسب مشروع الميزانية، فقد بلغت ميزانية وزارة الدفاع وشؤون المتقاعدين وأولاد الشهداء، للعام المقبل، والتي ناقشتها لجنة المالية بالبرلمان يوم أمس الخميس؛ نحو 15.448.298.721 أوقية، في زيادة تاريخية، فهل يكون هاجس الأمن دافعا أساسيا لموريتانيا للتقدم في سباق التسلح الذي تشهده المنطقة منذ سنوات؟

spot_img