spot_img

اقرأ أيضا..

شاع في هذا القسم

ما الذي يمكن أن يتفق عليه الغزواني وترامب؟

من المقرر أن تحتضن العاصمة الأمريكية واشنطن الأسبوع المقبل أول قمة لقادة أفريقيا في الولاية الثانية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وسيشارك في القمة إلى جانب الرئيس الموريتاني محمد الشيخ الغزواني كل من رؤساء الغابون وغينيا بيساو وليبيريا والسنغال.

هذه القمة المرتقبة تضع ولد الغزواني في موقع خاص حيث سيصبح أول رئيس موريتاني يلتقي رئيسين أمريكيين خلال مأموريته حيث سبق وأن التقى بالرئيس الأميركي السابق جو بايدن في الـ 14 يونيو 2024 على هامش قمة السبع لكبار المصنعين في العالم التي احتضنتها إيطاليا.

محور التبادل التجاري.. موريتانيا في قلب مصالح أميركا الجديدة

من المتوقع أن تشهد القمة طرح ملفات اقتصادية مهمة، على رأسها تعزيز التبادل التجاري والاستثمار في قطاعات الطاقة والمعادن، وهي مجالات تكرر ذكرها في الشركات الثنائية مع موريتانيا خصوصا بعد بدء تصدير الغاز.

فالولايات المتحدة، التي تسعى لتقليص نفوذ منافسين مثل الصين وروسيا في أفريقيا، وتنظر إلى موريتانيا كشريك محتمل في ظل ثروتها البحرية والمعدنية وموقعها الاستراتيجي الرابط بين غرب أفريقيا والمغرب العربي.

وينتظر أن يتم بحث آليات دعم المبادلات التجارية، وتيسير النفاذ إلى السوق الأميركية ضمن مبادرات مثل “أغوا” (AGOA)، إضافة إلى تعزيز الشراكات في مجالات البنية التحتية والتحول الرقمي، التي أبدت موريتانيا اهتمامًا متزايدًا بها مؤخرًا.

ملف الهجرة.. التعاون الأمني والحد من الهجرة غير النظامية

القمة تمثل أيضًا فرصة لبحث ملف الهجرة، خصوصًا في ظل تنامي عبور المهاجرين الموريتانيين إلى الولايات المتحدة الأمريكية عبر حائط المكسيك، إضافة إلى مرور المهاجرين من أفريقيا جنوب الصحراء عبر الأراضي الموريتانية نحو جزر الكناري الإسبانية، ثم إلى أوروبا، وأحيانًا عبر المكسيك إلى الولايات المتحدة.

وقد تطلب واشنطن دورًا أكبر من نواكشوط في الحد من تدفق المهاجرين غير النظاميين، مقابل دعم مالي وتقني لتعزيز قدرات مراقبة الحدود وتحسين فرص التنمية المحلية في المناطق الأكثر تصديرًا للهجرة.

الغزواني في قلب اللحظة الأميركية الأفريقية

مشاركة ولد الغزواني في هذه القمة تشكل استمرارًا لتوجه موريتانيا نحو تنويع شراكاتها الدولية والتموضع في قلب السياسات الكبرى للقوى العالمية، كما تترجم حرص النظام الموريتاني على حجز موقع فاعل في رسم سياسات التعاون بين الشمال والجنوب، خصوصًا في ظل التحولات الجيوسياسية المتسارعة التي تشهدها أفريقيا والساحل.

العلاقة الاقتصادية.. نفور أميركي من تقديم المساعدات

وفي آخر تصريح إعلامي، قال القائم بالأعمال في سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بنواكشوط جون آيس، إن دعم بلاده لموريتانيا سيتم من خلال التجارة وليس المساعدات.

جاء ذلك خلال حفل استقبال بمناسبة الذكرى السنوية الـ249 لاستقلال الولايات المتحدة الأمريكية.

وأكد جون أن “الولايات المتحدة تسعى إلى دعم التنمية الاقتصادية في موريتانيا من خلال التجارة، وليس المساعدات، وفق التوجه الذي دافع عنه الرئيس ترامب، وانسجاما مع رؤية موريتانيا لعلاقة ثنائية أكثر توازنًا”.

وأضاف المسؤول الأمريكي أن بلاده “لا تشجع على الاعتماد على المساعدات بل تستثمر في الازدهار المتبادل، ولهذا تتخذ من الدبلوماسية التجارية محورًا أساسيًا في العلاقات الثنائية”.

spot_img