تباينت المواقف الرسمية والشعبية في إفريقيا من الهجوم الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ أزيد من أسبوع، مخلفا خسائر واسعة على جميع المستويات الإنسانية، والاجتماعية، والصحية، والاقتصادية…
فبعض دول القارة عبرت بشكل صريح عن دعمها لـ”المقاومة الفلسطينية المشروعة”، كما هو حال تونس، التي أكدت رئاستها في بيان صادر عنها الوقوف “الكامل وغير المشروط إلى جانب الشعب الفلسطيني”، مضيفة بأن “ما تصفه بعض وسائل الإعلام بغلاف غزة، هو أرض فلسطينية ترزح تحت الاحتلال الصهيوني منذ عقود، ومن حق الشعب الفلسطيني أن يستعيدها، ويستعيد كل أرض فلسطين”.
وعلى ذات المنحى اعتبرت الخارجية الموريتانية أن ما يجري الآن هو “نتيجة حتمية لما تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلية، من استفزازات مستمرة وانتهاكات منتظمة لحقوق الشعب الفلسطيني، ولحرمة المسجد الأقصى المبارك، وتماد في التوسع الاستيطاني”.
كما أكد رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا في مقطع مصور ظهر فيه وهو يرتدي الكوفية الفلسطينية، تضامنه وبلاده “مع الشعب الفلسطيني”، واعتبر أن “الأمر الإسرائيلي بإجلاء أكثر من مليون شخص من شمال غزة إلى جنوبها، من شأنه أن يزيد الأمر سوء”.
وثمة دول إفريقية أخرى، اتخذت مواقف ومواقع تساوي بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، كما هو الأمر بالنسبة للسنغال، التي عبرت وزارة خارجيتها عن الشعور “بقلق بالغ إزاء استئناف الأعمال العدائية في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني”.
وعبرت السنغال عن إدانة “الهجمات التي تشكل مصدر هذه الدوامة الجديدة”، مذكرة “بضرورة إحياء المفاوضات بين الطرفين”.
لكن هذا الموقف الرسمي لم يمنع من خروج السنغاليين تضامنا مع الغزيين، فقد خرجت الجمعة أزيد من 50 منظمة في البلاد تلبية لدعوة “التحالف الوطني لدعم فلسطين”، الذي أعلن مباركته “لعملية طوفان الأقصى”.
كما وجهت رابطة “الأئمة والدعاة في السنغال” رسالة احتجاج إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو غوتيريش عبر منسقة المنظمة الأممية بداكار، أعربت فيها عن رفضها “الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني”.
وبدورها عبرت ساحل العاج عن قلقها إزاء “تصاعد التوتر الفلسطيني الإسرائيلي”، مؤكدة اهتمامها “بمواطنيها الذين يعيشون في إسرائيل”، حاثة إياهم على “عدم الابتعاد عن ملاجئ الحماية”.
وبالإضافة للصنفين السابقين من الدول الإفريقية، ثمة دول أخرى اصطفت بشكل واضح مع الاحتلال الإسرائيلي، كما هو الأمر بالنسبة للكاميرون، التي بعث رئيسها بول بيا رسالة تعزية إلى “الأمة الإسرائيلية المثخنة بالجراح”.
وعلى نهجها سارت الكونغو الديمقراطية، التي قال رئيسها فيلكس تشيسيكيدي، إن “كينشاسا وتل أبيب متحدتان لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله”.
وعبرت غانا التي توجد لديها جالية بإسرائيل تناهز أو تفوق الألف شخص، عن التضامن مع تل أبيب، فيما نددت الخارجية الكينية “بأشد العبارات بالهجوم غير المبرر الذي شنه مقاتلو حماس ضد شعب إسرا ئيل”.
وأعلنت التوغو التي كانت تستعد عام 2017 لاحتضان أعمال قمة إفريقية إسرائيلية، قبل أن تتراجع عنها تحت ضغوط فلسطينية وعربية وإفريقية واسعة رفضا للتوغل الإسرائيلي بالقارة، إدانتها “الحازمة لهجوم حماس الإرهابي ضد المدنيين الإسرائيليين”.
وعلى الصعيد الشعبي، خرجت مسيرات في عدد من العواصم العربية والإفريقية، بينها الرباط، والجزائر، ونواكشوط، وداكار، وكيب تاون، وتونس، ومدن أخرى مختلفة.
وتكثفت الاتصالات بين قادة ومسؤولي بعض البلدان العربية الإفريقية، ونظرائهم الفلسطينيين والدوليين، من أجل وقف التصعيد، وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات الإنسانية والغذائية والدوائية إلى قطاع غزة.
وتوسعت دائرة التضامن مع غزة وأهلها، لتصل عددا من دول العالم، حيث خرجت مسيرات تأييد في العديد من البلدان الغربية الأوروبية والأمريكية، بل وفي بلدان من مختلف القارات.