في عملية وصفها بالنوعية، أعلن الدرك الموريتاني، أن فرق البحث التابعة له، تمكنت من “اكتشاف مخزن خامس يحتوي كميات وصفها بالكبيرة من حبوب المهلوسة” بلغت كميتها 858 كرتونًا إضافة إلى بعض مواد التجميل المسرطنة.
وقال الدرك في بيان له إن هذه العملية تأتي “مواصلة للتحقيق وتعميقا للبحث حول شبكات تهريب الأدوية المزورة والحبوب المهلوسة”
الخلفيات
يأتي إعلان الدرك بعد يومين من إعلانه تفكيك شبكة تمتهن استيراد وتوزيع الحبوب المهلوسة.
وقال الدرك إن هذه العملية جاءت بعد تحريات دقيقة قادتها كتيبة نواكشوط 1 وفرقة البحث، وأسفرت بعد أربع وعشرين ساعة عن توقيف 14 شخصاً، من بينهم موزعون وباعة وملاك يُشتبه في ضلوعهم ضمن الشبكة.
مخازن الموت
وإلى جانب عمليات التوقيف، تم تحديد عدة مخازن في مقاطعتي عرفات ودار النعيم، تحتوي على كميات معتبرة من الحبوب المهلوسة وأدوية غير مرخصة، من نوعيات مختلفة.
كما وُجدت الأدوية المضبوطة مخزنة إلى جانب مواد غذائية للتمويه، في ظروف تخزين سيئة تفتقر لأبسط معايير التهوية والسلامة الصحية.
وكشف الدرك أيضا عن ضبط تم ضبط شاحنة مملوءة بأكياس الحبوب المهلوسة، في ساحة المطار القديم، كانت في طريقها إلى مدينة زويرات.
وأكد أن عددا من الموقوفين حاول عرض رشاوى بمبالغ ضخمة على أفراد الدرك، وهو ما قوبل بالرفض التام من قبل عناصر القوة المنفذة، حسب ما أعلن الدرك.
عملية الدرك.. إشادات ومطالب
العملية الجديدة لاقت إشادة كبيرة عبر وسائط التواصل الاجتماعية في توقيتها وسياقها وتوقيف المتاجرين بهذه السموم التي أضحت منتشرة في البلاد خلال الأونة الأخيرة، بحسب مراقبين.
لكن في المقابل طالب بعض النشطاء بعرض أسماء عناصر الشبكة وعرضهم على القضاء لينالوا العقوبة للازمة.
هذه العملية تكشف أيضا وفق البعض التحديات التي تواجه المجتمع بفعل انتشار المخدرات وحبوب الهلوسة والأدوية المسرطنة التي أودت بحيات العشرات في البلاد.
حرب متواصلة أم سحابة صيف؟
وتقول السلطات الموريتانية إنها تخوض حربا لاهوادة فيها على مروجي وبائعي المخدرات وحبوب الهلوسة والمتاجرين بها.
لكن البعض يعتبر هذه الخطوة مجرد سحابة صيف عابرة، تتنهي بعد إعلانها ولاتتخذ عقوبات ضد الضالعين فيها، ويعضذ هؤلاء حججهم بضرب أمثلة بعمليات سابقة لضبط المخدرات والأدوية المهربة ومستحضرات التجميل المسطرنة ومواد تبييض البشرة، التي ضبطت خلال الأيام الأخيرة، ولم يقدم ضالع فيها للعدالة.
فماذا بعد هذه الخطوة، هل هي بداية لحرب لاهوادة فيها على المخدرات وأخواتها؟ أم أنها مجرد سحابة صيف عابرة؟.