قال الخبير العسكري الموريتاني البخاري محمد مؤمل لمدار، إن قرار انسحاب مالي من مجموعة دول الساحل الخمس لم يكن مستغربا، بل كان متوقعا.
وأوضح البخاري أن الانقلاب الذي قاده غويتا، أسفر عن أزمة داخلية بين مجموعة الساحل، لافتا إلى أن بعض دول المجموعة، أعلنت معارضتها للمجلس العسكري، على غرار رئيس النيجر محمد بازوم.
وأشار إلى أن فرنسا كانت تدعم ذلك التوجه الرامي إلى عزل مالي من المجموعة، إثر تواجد قوات الفاغنر العسكرية في الأراضي المالية، بعدما طلبت باماكو التعاون من موسكو.
وأضاف البخار أنه ينضاف إلى ذلك عنصرين دولويين، أحدهما كوفيد19 الذي حد من النشاط البيني بين دول المجموعة، والآخر الذي كان الأكثر تأثيرا على الأوضاع الأمنية في الساحل، هو الغزو الروسي الذي جعل الاهتمام الأوروبي يتجه من دول الساحل صوب أوكرانيا، عملا بقاعدة الأقرب فالأقرب.
وتوقع البخاري أن تشجع الحرب الأوكرانية على تواجد قوة ثالثة في المنطقة إلى جانب الفاغنر وبرخان، مثل الصين، وتركيا وإيران، مضيفا أن تأثير المناخ كان له دور غير مباشر على الأوضاع الأمنية، بسبب ارتفاع الحرارة الذي أسفر عن احتباس الأمطار، الأمر الذي قد يزيد الناس فقرا ويزيد الضغط على الموارد الاقتصادية، مؤكدا أن ذلك له انعكسات على الأوضاع الأمنية.
وذكر الخبير العسكري الموريتاني أن المجموعة تعيش مشاكل أخرى، لأن رئاستها حاليا لدى اتشاد التي تشهد هي إشكالا سياسيا، لأن التناوب السياسي فيها لم يكن بطريقة دستورية، وإنما كان أقرب إلى الانقلاب، مشيرا إلى أن فرنسا دعمت ذلك التناوب وتحالفت معه، فيما وقفت في وجه حكومة باماكو.