ينافس رئيس غينيا الاستوائية تيودورو أوبيانغ نغويما مباساغو في الانتخابات الرئاسية التي أجريت اليوم في البلاد الغنية بالنفط، اثنين من معارضيه أملا في البقاء بالسلطة لسبع سنوات قادمة، وهو الذي اعتاد “الفوز” في كل الاستحقاقات الرئاسية السابقة بنسب تفوق 90%.
فوز الثمانيني أوبيانغ في رئاسيات الأحد لولاية سادسة، سيجعله يمضي في نهاية الولاية نصف قرن بالسلطة، وهو الذي وصل الرئاسة عام 1979 إثر انقلاب عسكري، أطاح بعمه فرانسيسكو ماسياس نغويما، الذي حكم غينيا الاستوائية منذ استقلالها عن إسبانيا عام 1968.
وكانت موسوعة غينيس قد صنفت عام 2016 تيودورو أوبيانغ، كأطول رؤساء العالم الحاليين بقاء في السلطة، وينوبه في المنصب نجله تيودورو أوبيانغ نغويما مانغي، ما يعني قطع الطريق أمام أي تغيير من خارج الأسرة.
وينافس أوبيانغ الأب في السباق الرئاسي، الذي أجريت بالتزامن معه انتخابات تشريعية ومحلية، شخصيتين معارضتين لا تتمتعان بشعبية كبيرة، هما بوينافينتورا مونسوي أسومو، الذي يترشح ضده للمرة السادسة، وأندريس إسونو أوندو الذي يخوض المنافسة للمرة الأولى.
ويعني هذا أن بقاء أوبيانغ في السلطة مضمون، وهو الذي برر “الحزب الديمقراطي لغينيا الاستوائية” الحاكم في البلاد إعادة ترشيحه لولاية سادسة ب”الجاذبية والقيادة والخبرة السياسية” التي يقول الحزب إنه يتمتع بها.
لكن من يتصف بتلك الصفات في نظر داعميه وأنصاره، صنفت البلاد خلال العقود الأربعة من حكمه كواحدة من أسوأ سجلات حقوق الإنسان في العالم، بل إن البعض بات يصفها ب”كوريا الشمالية الإفريقية”، وسبق أن صنفتها الولايات المتحدة الأمريكية ك”نقطة ساخنة للعمل القسري والاتجار بالجنس”.
وإلى جانب 4 عقود من الحكم بالحديد والنار، فإن الدولة الصغيرة التي يناهز عدد سكانها 1.5 مليون نسمة، العضو في منظمة “أوبك”، ويمثل إنتاج النفط والغاز حوالي ثلاثة أرباع إيراداتها، تعيش نسبة كبيرة من سكانها تحت خط الفقر، بينما تقدر ثروة الرئيس أوبيانغ ب600 مليون دولار.
وكان مقررا أن تجرى الانتخابات الرئاسية شهر ابريل المقبل، لكن أوبيانغ أعلن تقديمها عن موعدها لتجرى في نفس الوقت مع الانتخابات التشريعية وانتخابات مجلس الشيوخ والبلديات، مبررا ذلك بخفض التكاليف، في ظل الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، والتي تقول السلطات إن جائحة كوفيد -19 والحرب الروسية الأوكرانية تسببتا فيها بشكل كبير.
وتصنف غينيا الاستوائية كثالث بلد منتج للنفط في إفريقيا جنوب الصحراء، وثالث أغنى دولة بالمنطقة في نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي، بحسب معطيات صادرة عن البنك الدولي في 2021، غير أن الجزء الأكبر من ثروة البلاد يتركز بأيدي قلة تتمثل في الرئيس ومقربيه.
ويمتلك الحزب الحاكم في غينيا الاستوائية، والذي يتولى تيودورو أوبيانغ رئاسته، 99 مقعدا من أصل 100 مقعد في مجلس النواب المنتهية ولايته، وكامل المقاعد السبعين في مجلس الشيوخ.
وقبل ترشيحه تيودورو أوبيانغ، كان متوقعا أن يرشح الحزب الحاكم نجله الملقب ب”تيودورين” الذي بات يتمتع بنفوذ كبير داخل الحزب، وتزايد حضوره في الساحة السياسية بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة.
لكن رغبة أوبيانغ الأب في البقاء بالسلطة بدد ذلك التوقع، خصوصا وأن نجله مدان في فرنسا بتهمة “الكسب غير المشروع”، وتلاحقه تهم بالفساد في بلدان أخرى عدة بينها بريطانيا والولايات المتحدة، وهو ما يجعله مرفوضا على نطاق واسع على الصعيد الدولي.
وتلاحق ذات التهم الرئيس الحالي تيودورو أوبيانغ، الذي أمضى أكثر من نصف عمره في السلطة، كحاكم وحيد للبلاد، يقمع نظامه أي صوت معارض له، في رفض للحد الأدنى من الديمقراطية في نظام يفترض أنه جمهوري.