spot_img

اقرأ أيضا..

شاع في هذا القسم

بـ 20 سريرا فقط.. كيف يخدم “طب جاه” خمسة ملايين شخص في موريتانيا؟

في مركز نواكشوط للطب المتخصص والمعروف شعبيا ب”طب جاه”، وهو مستشفى الأمراض النفسية الوحيد في موريتانيا، غالبًا ما يبقى المرضى لبضعة أيام فقط بسبب النقص الحاد في الأسرّة والطاقم الطبي، وفقا لتقرير أعدته صحيفة ساوث شاينا مورنينغ بوست.

الصحيفة التي اطلعت على الوضع في المستشفى المذكور، قالت إنه “في غرفة تحمل الرقم 13 بالمستشفى، وعلى الجدار فوق سرير الشاب البالغ من العمر 22 عامًا، سيدي، كُتب عبارة: “التوتر يقتل خلاياك العصبية”.

واعتبرت الصحيفة أن هذه العبارة تلخص الواقع المرير في دولة يبلغ تعداد سكانها 5 ملايين نسمة وتتوفر فيها 20 سريرًا فقط لعلاج المرضى النفسيين.

ونقل تقرير الصحيفة عن والد سيدي، محمد الأمين، قوله بحزن إن معاناة ابنه النفسية، بدأت بعد فشل محاولته للهجرة إلى الولايات المتحدة.

وتابع: “أصدقاؤه هم من أدخلوا فكرة الهجرة إلى رأسه، لكنه تعرض لخيبة أمل بعد رفض البنك منحه قرضًا”، يقول الأب، مشيرًا إلى أن ذلك دفع ابنه إلى الإدمان ومن ثم إلى تدهور حالته النفسية.

وتضيف الصحيفة، أنه بعد تزايد نوبات العنف لدى سيدي، لجأ والده أخيرًا إلى المستشفى حيث تم تشخيص حالته بـ”الذهان”، لكنه مثل أغلب المرضى، لم يكن متوقعًا أن يبقى لفترة طويلة نظرًا لشح الأسرّة.

ونقلت الصحيفة عن الدكتور محمد الأمين عبيدي، أحد الأطباء في المركز، تأكيده على أن الاحتياجات تتجاوز بكثير الموارد المتاحة، مضيفا “العديد من المرضى يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى هنا، ولا توجد بنية تحتية أخرى للرعاية النفسية في البلاد”.

يتكون جناح الأمراض النفسية بحسب الصحيفة، من 20 غرفة تتوزع على ممر واسع مزين بألوان التركواز والكريم، ويشهد حركة دائمة من الزوار وأفراد العائلات الذين يرافقون المرضى، في مشهد يعكس “خصوصية ثقافية” لموريتانيا، حسب وصف عبيدي.

في الخارج، يضيف التقرير؛ تتجمع العائلات لتحضير الشاي أثناء انتظارهم، حيث يُعتبر الدعم العائلي جزءًا أساسيًا من عملية العلاج.

ويعود الفضل في إدخال خدمات الصحة النفسية إلى موريتانيا إلى الطبيب ديا الحسينو، الذي بدأ في سبعينيات القرن الماضي تقديم رعاية صحية نفسية تقليدية مستخدمًا الخيام في باحة المستشفى الوطني.

ورغم افتتاح الجناح النفسي في مركز الطب المتخصص عام 1990، يرى الحسينو، البالغ من العمر 83 عامًا، أن “العمارة تلعب دورًا حاسمًا في رعاية المرضى”، معربًا عن أسفه لاعتماد البلاد على نماذج رعاية غربية لا تناسب الثقافة المحلية، وفقا لما نقل التقرير.

ويضيف تقرير الصحيفة، أنه غالبًا ما تكون المستشفى الخيار الأخير للعائلات، حيث يلجأ معظم المرضى أولاً إلى العلاج التقليدي عبر “الحجابَه”، وهم شخصيات دينية تقدم العلاج بالطرق التقليدية، وإذا لم ينجح العلاج التقليدي، يتم إحالة المرضى إلى المستشفى.

وأردفت أنه في بعض الحالات، يلجأ أهالي المرضى إلى تقييدهم بالسلاسل لتفادي الأذى.

ويقول مسؤول الأمن رمضان محمد: “ليس هذا جزءًا من سياسة المستشفى، لكنه قرار تتخذه العائلات”.

وشددت الصحيفة، على أن موريتانيا تواجه تحديات هائلة في نظامها الصحي النفسي، حيث يجتمع نقص الموارد مع الممارسات التقليدية، مما يترك المرضى وعائلاتهم في صراع يومي للحصول على الرعاية المناسبة.

spot_img