spot_img

اقرأ أيضا..

شاع في هذا القسم

أهداف زيارات نجل حفتر لدول الساحل

يقوم صدام خليفة حفتر نجل رجل الشرق الليبي القوي خليفة حفتر، منذ بعض الوقت بزيارات لدول الساحل الإفريقي، في خطوة تعكس تزايد الاهتمام بالمنطقة، منذ كشفت روسيا مطلع عام 2024 عن “الفيلق الإفريقي” من أجل توسيع حضورها العسكري هناك.
وقد برز صدام حفتر إلى الواجهة من جديد شهر مايو الماضي، حيث عينه والده كرئيس لأركان القوات البرية، وبعد نحو شهر على هذه الترقية العسكرية، تم إيفاده كمبعوث خاص إلى الرئيس تشادي محمد إدريس ديبي إتنو.
ثم توالت الزيارات، ففي يوليو استقبل صدام في واغادوغو من طرف رئيس بوركينا فاسو الانتقالي النقيب إبراهيم تراوري، وفي نهاية أغسطس، استقبل كذلك في نيامي من طرف الرئيس الانتقالي النيجري عبد الرحمن تياني.
إن هذه الزيارات المتتالية تضمر اهتماما روسيا بالمنطقة، تريد في إطاره موسكو أن تكون ليبيا ممثلة في حليفها بالشرق خليفة حفتر، صلة الوصل بينها وحلفائها الجدد في الساحل.
إن موقع ليبيا المحاذي لدول تشاد والنيجر والسودان، يهم روسيا كثيرا لتوسيع حضورها العسكري، والربط بين البلدان الحاضرة فيها عسكريا أو الساعية لذلك.
ويفسر هذا البعد اختيار روسيا للشرق الليبي لاحتضان المقر المركزي للفيلق الإفريقي، الذي يهم في هذه المرحلة بالإضافة إلى ليبيا، بوركينا فاسو والنيجر، ومالي، وإفريقيا الوسطى.
وقد كثفت روسيا زياراتها ذات الطابع العسكري خلال الأشهر الماضية للشرق الليبي، ولمالي والنيجر وبوركينا فاسو، كما كانت لوزير خارجيتها سيرغي لافروف زيارة للعاصمة تشادية نجامينا، سبقتها زيارة وصفت بالتاريخية للرئيس تشادي إلى موسكو، وإجرائه مباحثات مع الرئيس فلاديمير بوتين.
ولم يفت على الولايات المتحدة الأمريكية المنسحبة عسكريا من النيجر بطلب من سلطاتها الجديدة، الاهتمام الروسي المتزايد بالشرق الليبي لأهداف استراتيجية، لذلك فقد زار قائد قواتها في إفريقيا “أفريكوم” الجنرال مايكل لانغلي بنغازي قبل أيام، رفقة القائم بالأعمال جيريمي بيرنت، وأجريا مباحثات مع المشير خليفة حفتر.
إن الرهان الروسي على الشرق الليبي غير المعترف دوليا بحكومته وجيشه، من أجل تثبيت حضور موسكو العسكري بالساحل الإفريقي، والسعي لتوسيع النشاط نحو بلدان أخرى في المنطقة، سيدفع خصوم روسيا الدوليين إلى التركيز على ليبيا في الفترة المقبلة، إما من خلال المنافسة في الشرق، أو الضغط والسعي إلى تضييق نطاق التحرك.
وبالإضافة إلى الأبعاد الخارجية لتكثيف صدام حفتر النجل الأصغر للمشير الليبي زياراته لدول الساحل الإفريقي، فإنه لا يمكن إغفال أبعاد أخرى داخلية، تتمثل في منح الرجل الثمانيني الذي أصيب بجلطة دماغية عام 2018، أبناءه صلاحيات واسعة ربما تجهيزا لخلافتهم له في السلطة، والسعي إلى أن يحكموا البلاد.
ويأتي في هذا الإطار تعيين صدام – الذي تمت ترقيته في وقت سابق إلى رتبة لواء ولم يتجاوز عمره بعد 33 عاما – رئيسا للقوات البرية المسيطرة على حوالي ثلثي مساحة ليبيا.
وإلى جانب صدام، عين برلمان الشرق الليبي الذي يرأسه عقيلة صالح قبل أشهر، بلقاسم حفتر بقرار استثنائي مديرا لصندوق إعادة إعمار ليبيا.
أما خالد حفتر، فقد تمت ترقيته إلى مرتبة لواء على رأس الوحدات الأمنية للجيش في يوليو 2023.
وإذا كان الهدف الفعلي من وراء ترقية حفتر ثلاثة من أبنائه الستة في مناصب قيادية، هو السعي لتوريثهم السلطة ضمن مشروع أوسع هدفه بسط السيطرة على ليبيا وتولي حكمها، فإنه سيراهن كثيرا على حلفائه الخارجيين، وربما يسعى إلى توسيع الدائرة لتضم حلفاء آخرين جددا.
وهكذا، فإن التحركات المدنية الموازية للتحركات العسكرية التي يقوم بها صدام حفتر، والتي قادت بعض قيادات السلطة في الشرق الليبي إلى بعض الدول العربية، ربما تدخل في إطار هذه الترتيبات.

spot_img