كشف مؤلف جديد، أصدره المؤرخ الفرنسي المختص في الحرب الجزائرية الفرنسية، فابريس ريسيبوتي، عن فصول من جرائم مؤسس حزب الجبهة الوطنية الفرنسية، اليميني المتطرف جون ماري لوبان، بحق الجزائريين، إبان الثورة التحريرية الجزائرية.
ومن المتوقع أن يصدر الكتاب غدا الجمعة عن دار البرزخ، ويتضمن وثائق ومستندات تاريخية تدين جون ماري لوبان بجرائم التعذيب.
ويعتبر فابريس ريسبوتي، مؤرخا وباحثا مشاركا في معهد “لوتون بريزون”، كما يشارك المؤرخة مليكة رحال في مشروع البحث “ألف آخرون” حول الاختفاء القسري، والتعذيب والإعدامات خارج القانون، خلال “معركة الجزائر” في النصف الثاني من عقد الخمسينيات من القرن الماضي.
ووفق ما جاء في مقدمة الناشر، فقد “جمع فابريس ريسبوتي لأول مرة ملفا تاريخيا مؤلما بشكل خاص، ولكنه ظل متناثرا حتى الآن، وبالاعتماد على الإنجازات الأخيرة في البحث التاريخي، فإنه يبحث في مصداقية المصادر التي تتهمه (جون ماري لوبان)، وكذلك تلك التي تحاول تبرئته، وعلى الرغم من الصمت والإخفاء، فإنه يعيد بناء قدر الإمكان تاريخ تواجد هذا الملازم، الذي ليس تماما مثل الآخرين في الجزائر”.
وكان لوبان محور جدل بين المؤرخين الفرنسيين خلال العقدين الأخيرين، بسبب تورطه في تعذيب الجزائريين خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، وكان من بين الذين دافعوا عنه المؤرخ بنيامين ستورا، الذي زعم بأن “لوبان غادر الجزائر في الوقت الذي بدأت فيه معركة الجزائر”، بينما لوبان ذاته اعترف في سنة 1962 بأنه عذب الجزائريين بقوله: “ليس لدي ما أخفيه.. لقد عذبت، لأنه كان علي فعل ذلك”.