تطرّقت مجلة “نيوزويك” الأميركية، في تقرير، إلى النهج الذي تتبعه الصين مؤخراً في علاقاتها بدول القارة الأفريقية، مؤكّدةً أنّها “تتفوق على الولايات المتحدة” في تلك المنطقة.
وذكرت المجلة أنّ الرئيس الصيني، شي جين بينغ، تعهّد تقديم 51 مليار دولار لتمويل أفريقيا، خلال القمة التاسعة لمنتدى التعاون الصيني – الأفريقي، والتي استضافت زعماء القارة في بكين الأسبوع الماضي، “في وقت تسعى الولايات المتحدة جاهدةً لاستعادة نفوذها في المنطقة”.
وأشارت إلى أنّ الصين استضافت، في هذا الحدث، الذي يُعقد كل 3 أعوام منذ عام 2000، معظم دول أفريقيا البالغ عددها 53، والتي أرسلت وفوداً إلى القمة، باستثناء إسواتيني – المعروفة سابقاً باسم سوازيلاند – والتي تظل الدولة الأفريقية الوحيدة التي تحافظ على علاقات دبلوماسية بتايوان بدلاً من الصين.
وأوضحت المجلة أنّ “الصين كانت، قبل بضعة أعوام، تمول المشاريع الضخمة، مثل الجسور والطرق والموانئ، بصورة شائعة، في العالم النامي، بما في ذلك أفريقيا، بحيث كانت هذه الاستثمارات جزءاً رئيساً من استراتيجية التنمية العالمية المميزة للرئيس الصيني، من خلال مبادرة الحزام والطريق”.
ومع عدم تمكن عدد من البلدان من سداد قروض هذه المشاريع، “أعادت الصين هيكلة قروضها والتفاوض عليها، وخصوصاً بعد انتشار جائحة كوفيد-19، والتي أدت إلى تفاقم الظروف الاقتصادية في عدد من البلدان”، بحسب المجلة.
وفي الأعوام الأخيرة، “غيّرت الصين نهجها تجاه الاستثمارات الدولية، وخصوصاً من خلال مبادرة الحزام والطريق، فبعد أن كانت تتميز في السابق بقروض واسعة النطاق لمشاريع البنية الأساسية الضخمة، أصبحت المبادرة الآن تفضل مشاريع أصغر وأكثر تركيزاً”.
ووفقاً لبيانات مكتب التحليل الاقتصادي الأميركي ووزارة التجارة الصينية، “تجاوز تدفق الاستثمار الأجنبي المباشر الصيني إلى أفريقيا نظيره الأميركي للمرة الأولى، في عام 2008، بحيث بلغ إجماليّه أقل قليلاً من 6 مليارات دولار”.
ومنذ عام 2013 فصاعداً، “تجاوز الاستثمار الأجنبي المباشر الصيني باستمرار نظيره الأميركي”. وفي الفترة بين عامي 2015 و2022، “تجاوزت تدفقات الاستثمار الصيني ضعف تدفقات الاستثمار الأميركي”.