أفاد تقرير نشرته صحيفة لموند الفرنسية، أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى لطرد مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية من جمهورية وسط إفريقيا.
وبحسب التقرير الذي كتبه الصحفي الفرنسي سيريل بنسيمون ، فإن واشنطن عرضة على حكومة بانغي تدريب قواتها وزيادة مساعداتها الإنسانية مقابل فسخ التعاقد مع المجموعة الروسية.
وأكد التقرير أن رئيس أفريقيا الوسطى، فوستين أرشانج تواديرا، تلقى مذكرة من الإدارة الأميركية منتصف ديسمبر الماضي، توضح له الفوائد التي قد يجنيها من الانفصال عن الجماعات شبه العسكرية التابعة لفاغنر، والعواقب التي يمكن أن يتكبد ببقائه على تحالف معها.
وأضافت لموند أن واشنطن أعطت مهلة 12 شهرا لرئيس أفريقيا الوسطى للنأي بنفسه عن مجموعة فاغنر، التي تعمل في البلاد وفق اتفاقية وقعت بين حكومة “تواديرا” والمجموعة سنة 2018.
ووسعت المجموعة الروسية أنشطتها في وسط إفريقيا من مهامها المتعلقة وفق الاتفاقية والمتمثلة أسسا في تأمين الرئيس وتدريب الجيش، إلى التعدين وتأمين القوافل ومراقبة الجمارك وحتى إنتاج الفودكا (نوع من الخمر مشهور في روسيا) و “البيرة المحلية” فيما يبدو سيطرة متزايدة مصحوبة بانتهاكات متعددة أبلغت عنها منظمات حقوق الإنسان، وفق تقرير لموند.
ونفت وزيرة خارجية وسط إفريقيا لصحيفة لموند سيلفي بابو تيمون علمها بوثيقة مكتوبة تملي فيها واشنطن شروط تعاونها، مشيرة إلى أن “جمهورية أفريقيا الوسطى تريد تنويع شراكاتها” وهي تتوقع أن يشارك المجتمع الدولي كله “في الاستجابة للاحتياجات الحقيقية لا للقضايا الجيوسياسية”.
وتقول الصحيفة: هكذا أصبحت أفريقيا الوسطى التي كثيرا ما أهملتها الدبلوماسية والمانحون ميدانا للتنافس بين الغرب وموسكو، ولكن رئيس هذا البلد- إذا كانت لديه الإرادة- فليست لديه القدرة على فك الارتباط مع حماته الحاليين الذين يسهرون على أمنه الشخصي.
وأشارت إلى أن النهج الذي تحاوله الولايات المتحدة مع رئاسة جمهورية أفريقيا الوسطى هو جزء من إستراتيجية أميركية أوسع للاحتواء، ولكنها لم تسفر بعد عن نتائج ملموسة في القارة الأفريقية، خاصة أن فاغنر في السودان ومالي تعمل “بناءً على طلب مباشر من الحكومات وتساهم في تطبيع الوضع في العراق”.
وكانت وكالة الأنباء الأميركية “ أسيوشيتد برس ”قد نقلت عن مسؤولين من ليبيا ومصر والسودان بداية الشهر الحالي، أن الولايات المتحدة حثت حلفاءها في الشرق الأوسط على العمل من أجل طرد مجموعة“ فاغنر ”الروسية شبه العسكرية من ليبيا والسودان.