spot_img

اقرأ أيضا..

شاع في هذا القسم

لموند: أنصار البشير لعبوا دوراً رئيساً في إشعال الصراع الدائر بالسودان

قالت صحيفة “لوموند” الفرنسية، إنه يبدو أن أنصار نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير، لعبوا دوراً رئيساً في إشعال الصراع الدائر بالسودان حالياً، ويشتبه الخبراء في أنهم يتلاعبون بالجيش السوداني بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان.

وأضافت الصحيفة أن البعض يستفيد من الفوضى في الظل، مشيرة إلى أنه بينما تستمر الحرب بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الجنرال البرهان، وقوات الدعم السريع التابعة للجنرال محمد حمدان دقلو ”حميدتي”، تمكن حوالي 15 من كبار المسؤولين السابقين في نظام عمر البشير، من الفرار من سجن كوبر وسط العاصمة الخرطوم..

وأكد خبر هذا الهروب أحمد هارون، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في دارفور عندما كان وزيراً للداخلية. فبعد هروبه، أعلن هذا المسؤول السابق في حزب المؤتمر الوطني على التلفزيون السوداني، أنهم يضمنون “حماية أنفسم”، ودعا السكان إلى دعم الجيش في معركته ضد قوات الدعم السريع.

ونقلت الصحيفة عن سليمان بالدو، مؤسس مركز أبحاث Sudan Policy and Transparency Tracker، قوله: “خطر استغلال الإسلاميين للصراع تأكد بالإفراج عن قادتهم. لم يكن هذا من قبيل الصدفة، ولم يعد هذا مجرد تكهنات، فهم مستعدون لفعل أي شيء للعودة إلى السلطة، نحن مستعدون للحكم 300 سنة أخرى”.

وبينما توقفت محاكمته عدة أشهر، نُقل الرئيس السابق من سجن كوبر إلى مستشفى العلياء العسكري تحت حماية الجيش السوداني، متذرعا بأسباب طبية. ونفى اللواء شمس الدين الكباشي، أحد مساعدي العميد البرهان، أي تورط لقواته في عمليات الإفراج هذه. ومع ذلك، يصعب على الجيش السوداني إنكار قربه من الحركة الإسلامية السودانية. منذ انقلابه في 25 أكتوبر عام 2021، الذي أطاح فيه بالحكومة المدنية الانتقالية من السلطة، ضاعف الجنرال البرهان قراراته لصالح أتباع النظام الإسلامي، مما جعل عودتهم ممكنة، تتابع “لوموند”.

فإلى أي مدى شاركت الحركة الإسلامية السودانية في اندلاع الحرب؟ تتساءل الصحيفة؛ موضحة في الوقت نفسه، أن أنصار عمر البشير قالوا وادّعوا وأعلنوا ذلك في مناسبات عديدة: سيفعلون أي شيء لعرقلة الانتقال السياسي. واعتبر سليمان بالدو أنه “من الواضح أنهم دفعوا باتجاه مواجهة عسكرية”.

تحث العديد من المصادر على إلقاء نظرة فاحصة على تطور الأحداث التي أدت إلى المواجهة. قبل عدة أسابيع من بدء النزاع، أعادت قوات الدعم السريع آلاف الجنود من دارفور إلى ثكناتهم في العاصمة. أفادت وكالة رويترز أن طيران الجيش النظامي حدد المواقع التي احتلتها قوات الدعم السريع لعدة أيام استعدادا لمواجهة.

تنقل الصحيفة عن خبير يعمل مع شبكة “آين”، وهي شبكة تحقيق مستقلة، قوله: “داخل الحركة الإسلامية السودانية، لا يمثل الهاربون من كوبر سوى جزء مرئي الآن، ويتعايشون مع الفروع الأخرى. تتمتع الحركة الإسلامية بنفوذ قوي على الجيش والشرطة وأجهزة المخابرات السودانية. هناك ولاءات عميقة وشبكات تمويل متشابكة”.

كما تنقل الصحيفة عن الحاج وراق، رئيس تحرير صحيفة الديموقراطي، قوله: “نفذت الحركة الإسلامية استراتيجية الدخول منذ وصولها إلى السلطة. لقد أنشأت ميليشيات مسلحة موازية لجميع هياكل الدولة”. وبحسب عدة مصادر، فإن هذه القوات غير الرسمية، الملقبة بـ”كتائب الظل” تقدر ببضعة آلاف من الرجال.

لذلك يبدو أن الجنرال البرهان، يسير على خيط. ويرجح أن يكون قد فقد السيطرة الكاملة على قواته وأن القيادة في أماكن أخرى، كما يرى سليمان بالدو، في إشارة إلى خطر تفكك الجيش السوداني. وقد يكون الحنين إلى نظام عمر البشير وراء الاستفزازات المتعددة التي حطمت الهدن المختلفة التي تم التفاوض عليها بين القوتين، وتسعى إلى إفشال أي فرصة للتفاوض مع الجنرال ”حميدتي”.

وأشارت “لوموند” إلى أنه تم من تركيا -حيث ذهب العديد من أنصار عمر البشير إلى المنفى- إصدار الداعية الإسلامي عبد الحي يوسف فتوى تهدد باغتيال السياسيين المؤيدين لقوات الدعم السريع. وهي تهديدات يبدو أنها وجدت صدى داخل الدائرة المقربة للواء البرهان، إذ أعلن أحد مساعديه، ياسر العطا، عضو مجلس السيادة (هيكل السلطة منذ انقلاب 2021) يوم الثلاثاء، عن محاكمة المسؤولين الموالين لميليشيات “حميدتي” المتمردة.

فمنذ سقوط عمر البشير -تتابع “لوموند”- اعتبر أتباع النظام الإسلامي، أن أمير الحرب من دارفور خائن، وعجّل بسقوط حكم دام ثلاثين عاما. وعلى الرغم من تاريخه كمجرم حرب، إلا أن اللواء “حميدتي” قام في الوقت المناسب بالابتعاد عن اللواء البرهان. ونجح في أن يحظى بشعبية لدى جزء من النخبة السياسية في الخرطوم، وفاز بتأييد بعض الديمقراطيين من خلال انتقاد عودة الإسلاميين.

فمن المفيد لـ”حميدتي” تصوير هذه الحرب على أنها قتال ضد الإسلاميين. إنه يعلم أن هذا يمكن أن يكسبه دعما شعبيا، من خلال تحويل الصراع على السلطة إلى حرب أيديولوجية بين الإسلاميين والديمقراطيين.

بدأ محمد حمدان دقلو تحولا لم يترك معظم معارضي القوة العسكرية ينخدعون. لقد أصبح أمير حرب مرة أخرى، ورجال ميليشياته يواصلون الانتهاكات ضد المدنيين. ويبدو أن الإسلاميين ليست لديهم استراتيجية في العمل سوى لعب ورقة صلاتهم داخل القوات المسلحة السودانية للبقاء في اللعبة السياسية، بعد أن رفض ملايين السودانيين أيديولوجية حركتهم في عام 2019. ويبدو أنه يبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على استمرار الحرب، بعد أن أصبحوا ترسا أساسيا في العتاد التدميري الذي بدأ في 15 أبريل

spot_img