أظهرت التقارير الأخيرة التي نشرها مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أفريقيا، تصاعدًا ملحوظًا في حالات الإصابة بمرض جدري القرود في القارة، حيث تم تسجيل 37,583 إصابة و1,451 حالة وفاة منذ بداية عام 2022 حتى 28 يوليو 2024، وذلك في 15 دولة أفريقية.
وأوضح التقرير أن المرض، الذي ينتقل بشكل رئيسي من الحيوانات إلى البشر، يشهد انتشارًا متزايدًا في بعض الدول الأفريقية، مع معدل وفيات بلغ 3.9% منذ بداية الجائحة.
وبحسب البيانات، فقد شهد عام 2023 زيادة ملحوظة في عدد الإصابات، حيث تم الإبلاغ عن 14,957 حالة إصابة و739 حالة وفاة، مما يمثل زيادة بنسبة 78.5% في عدد الحالات الجديدة مقارنة بعام 2022، هذا النمو الحاد يثير القلق في ضوء أن غالبية الحالات والوفيات كانت مركزة في عدد قليل من الدول.
معدلات الإصابات في 2024
وفيما يتعلق بالعام الحالي 2024، حتى نهاية يوليو، سجلت الدول الأفريقية 14,250 حالة إصابة بالمرض، منها 2,745 حالة مؤكدة و11,505 حالة مشتبه بها، مع 456 حالة وفاة، أي بمعدل وفيات بلغ 3.2%.
وتظهر الأرقام أن هناك زيادة بنسبة 160% في عدد الحالات، و19% في عدد الوفيات مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، هذه الأرقام تعكس تزايدًا ملحوظًا في انتشار المرض، مما يضاعف التحديات التي تواجهها الحكومات في السيطرة على المرض.
الدول الأكثر تضررًا
تستمر جمهورية الكونغو الديمقراطية في تصدر قائمة الدول الأكثر تضررًا من المرض، حيث سجلت أكثر من 13,791 حالة إصابة، تمثل نحو 96.3% من إجمالي الحالات في 2024. كما أبلغت عن 450 حالة وفاة، مما يعكس زيادة كبيرة في الوفيات مقارنة بالعام السابق.
هذه الأرقام تبرز الوضع الوبائي المتفاقم في الكونغو الديمقراطية التي تمثل بمفردها نحو 97% من الوفيات المبلغ عنها في القارة.
وفي هذا السياق، تشير التقارير إلى أن دولًا أخرى مثل الكاميرون، جمهورية أفريقيا الوسطى، الكونغو، وغانا قد شهدت زيادة في عدد الإصابات، رغم أن الأعداد في هذه الدول لا تقارن بما تم تسجيله في جمهورية الكونغو الديمقراطية. وتشير التوقعات إلى أن الوضع قد يتفاقم في حال استمرار هذا الاتجاه في انتشار المرض.
تجدر الإشارة إلى أن تشاد قد أبلغت عن 24 حالة مشتبه بها، إلا أنه لم يتم تسجيل أي حالة مؤكدة حتى الآن في عام 2024، مما يضع تساؤلات حول احتمالات انتشار المرض في المنطقة.