إذا كان هناك من أطلق على الطريق الرابط بين نواكشوط والنعمة اسم “طريق الأمل”، فإن ما شهدناه اليوم في فم لكليتة يستحق أن يسمى”طريق الحياة”. لقد انتظر آلاف المواطنين هذا المشروع سنين طويلة، عاشوا خلالها معاناة يومية مع العطش وغياب مقومات الحياة الكريمة.
لكن اليوم، بتدشين هذه المرحلة من مشروع آفطوط الشرقي، لم يتم فقط إيصال الماء، بل تم بث الحياة في شرايين منطقة ظلت على هامش التنمية لعقود. الماء هنا ليس مورداً فقط بل هو نقطة انطلاق نحو التحول الشامل: نحو الزراعة المستدامة نحو تحسين الصحة نحو تعليم أكثر فاعلية… نحو وطن يحتضن جميع مواطنيه بعدالة.
“طريق الحياة” هو عنوان لنهج جديد يرسمه فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، نهج يؤمن بأن التنمية هي ملامسة فعلية لحاجيات الناس واستجابة حقيقية لمطالبهم، وتجسيد لمبدأ العدالة المجالية الذي يجعل من الدولة حاضرة في كل قرية ومركز.
هذا الإنجاز في فم لكليتة، لا يمثل فقط لحظة احتفال محلية بل هو مشهد وطني بامتياز يؤكد أن الدولة ماضية في تكريس العدالة الاجتماعية وتمكين السكان من مقومات الحياة حيث هم دون أن يجبروا على الهجرة أو الارتحال خلف الضروريات.
نيابة عن سكان ولاية كوركول وكل المستفيدين في ولايات: كوركول، لبراكنه ولعصابة، نعبر عن خالص الشكر والتقدير لفخامة الرئيس على هذا العمل الجليل الذي سيكون له وقع إيجابي عميق في حياتنا اليومية ويرتقي بهذا الشعب من دائرة الانتظار والمعاناة إلى أفق الأمل والكرامة.
إنه بحق “طريق الحياة”… والمضي فيه يعني بناء موريتانيا أكثر عدلا، أكثر توازنا، وأكثر إنصافا لكل أبنائها.