spot_img

اقرأ أيضا..

شاع في هذا القسم

هل حرم ترخيص “الرك” وزير الداخلية من “اعتذار مالك عن نفسه “؟

مــدار -أسامة يوسف

من النادر أن يقدم السياسيون في موريتانيا وربما حول العالم اعتذاراتهم عن تصريحات أو تصرفات بدرت منهم أو من المحسوبين عليهم سياسيا، لذلك بقيت حالات الاعتذار نادرة في التاريخ السياسي الوطني.

مساء الأربعاء كان الموريتانيون على موعد مع اعتذار النائب البرلماني بيرام الداه اعبيد عن تصريحات النائبين البرلمانيتين المحسوبتين عليه مريم الشيخ وقامو عاشور، والتي وصفت بالمسئية إلى رئيس الجمهورية محمد الشيخ الغزواني وبعض وزرائه .

اعتذار كاتب الضبط ورئيس إحدى أكبر الحركات الحقوقية في البلد جاء بعد أيام من مطالبة بعض الصحفيين والمدونين بنزع الحصانة عن النائبين المسيئتين لرئيس الجمهورية تأسيا بما تم سابقا مع النائب محمد بوي محمد فاضل الذي سجن بتهمة الإساءة لرئيس الجمهورية.

بيرام وعلى غير العادة اختار هذه المرة إعلان اعتذاره للنظام عبر صفحة المدون المغترب سيدي محمد اكماش، وهو المعروف بكثرة المؤتمرات الصحفية والخرجات الإعلامية إلا أن الاعتذار جاء هذه المرة عبر بث مباشر فقط.

خطابات بيرام سابقا

المعتذر هذه المرة عن إساءات النائبين المحسوبتين عليه عرفه الموريتانيون بخطابه الحقوقي المتشنج، والذي أكثر فيه من ذكر شريحة “البيظان”، وأساء إليها أحيانا محملا إياها كل مساوئ التاريخ، ومظاهر الغبن والتهميش، والعبودية التي تعاني منها هذه البلاد منذ تأسيسها وحتى اليوم.

عرف المعتذر بمعارضته لنظام محمد ولد عبد العزيز، الذي سجن في عهده عديد المرات بسبب مواقف، وتصريحات، صحفية، كما شن هجوما لاذعا على الرئيس الموريتاني الحالي محمد الشيخ الغزواني في السنة الأولى من مأموريته، قبل أن يدخل معه في تحالف غير معلن، قال بيرام في لحظة زهو بذلك التحالف الذي وصفه بعض المراقبين بالغامض، إنه وجد صديقه “اجبر صاحب”، الذي طالما بحث عنه، وعرفت علاقة الرجلين خلال بداية شهر عسلهما تطابقا في وجهات النظر، حيث احتضنت نواكشوط نشاطا حقوقيا إقليميا ترأسه بيرام في قصر المؤتمرات، وسط ترحيب رسمي منقطع النظير، كما دفعت خلالها السلطة كل مستحقات بيرام بصفته كاتب ضبط، والتي قطها نظام ولد عبد العزيز، لمدة عشر سنوات، ليساعد ذلك بيرام وفق تصريح صحفي له على بناء منزل في العاصمة السنغالية داكا.

شهر عسل يختتم بانتقاد ولد الغزواني

الغريب أن شهر العسل بين بيرام وغزواني لم يطل طويلا، حيث عاد بيرام في السنة الأخيرة من مأمورية غزواني الأولى إلى سيرته الأولى، وعارضه بشدة، موجها له انتقادات لاذعة، استدعت إيقافه من طرف الإدارة العامة للأمن الموريتاني، إثر تصريحات لمح فيها إلى إمكانية حمل السلاح ضد الدولة الموريتانية بعيد الانتخابات التشريعية والبلدية الماضية والتي رغم اعتراضه على نتائجها إلا أنها كانت وراء دخول نائبيه المعتذر عنهما للبرلمان .

ظرفية الاعتذار

يأتي اعتذار بيرام عن نائبتيه في ظرفية يرى محللون سياسيون أن له علاقة وطيدة بالوزير الأول المختار ولد اجاي الذي كان بيرام من ضمن أوائل المستبشرين خيرا بتعيينه على رأس الحكومة قبل حوالي أكثر من نصف عام، خصوصًا وأنه حسب بعض الإشاعات من المعارضين لتنسيق الحوار السياسي المرتقب من طرف موسى فال.

ذلك الحوار الذي رفض بيرام حضور الإفطار الذي تمخض عنه، واشترط لاحقا عدة شروط منها ترخيص حزب الرك الذي قال بيرام في عديد خرجاته الصحفية أن وزير الداخلية الحالي محمد أحمد محمد الأمين هو من يقف دون ترخيصه.

هذا الاتهام المعروف من بيرام، إضافة إلى انتقاده المتكرر لوزير الداخلية يرى محللون سياسيون أنهما مما حال دون اعتذاره لولد محمد الأمين علما بأنه كان من ضمن من تمت الإساءة إليهم من طرف نائبتي بيرام.

يأتي اعتذار بيرام كذلك قبل فترة وجيزة من حديثه عن تقديره لبعض أبناء “الأمراء والمشائخ واعتبارهم كجزء من قيادات المجتمع الموريتاني، وهو المعروف بانتقاده اللاذع لشريحة البيظان ووصف الدولة بدولة “القبائل “.

تراجع في حدة خطابات بيرام

شهد خطاب بيرام خلال الرئاسيات الأخيرة تراجعا في الحدة وحضور الشرائحية حيث تجنب مهاجمة مكون البيظان على غير العادة مكتفيا بمهاجمة النظام الحاكم وبعض القادة السياسيين خلافا لخطاباته خلال رئاسيات 2019 التي ترشح لها بعد صدامات قوية مع نظام ولد عبد العزيز.

هذا التراجع في حدة الخطاب والاعتذار عن إساءة النائبين المحسوبين عليه ربما يكونان بداية لخطاب سياسي جديد لبيرام في بداية مأمورية هي الأخيرة قانونيا للرئيس الحالي في وقت لم تظهر فيه مؤشرات تساعد في تخمين خلفه.

spot_img