في عالم تتسارع فيه الأحداث والتغيرات و تتشابك فيه القضايا بعضها ببعض، و يتداخل فيه الشأن العام بالخاص ، يجد المرء نفسه في كثير من الأحيان خاضعا لتأثير مشهد ما أو قضية وطنية كانت إجتماعية أو سياسية أو إقتصادية أم غير ذلك .
تجعله مدفوعا أو مرغوما لاتخاذ موقف محدد منها أو تبني رأي معين إتجاهها .
يأتي هذا في وقت طغت فيه التفاهة علي كل شئ بشكل قاد إلي إفراغ المجتمع من قيمه و ثوابته، و تراجع معه دور الإعلام الوطني الجاد و تخلت فيه السلطات عن أصحاب الفكر و الرأي من أبناء الوطن .
إلا أنه و في خطوة غير مسبوقة مكنت من توظيف وسائل التواصل الإجتماعي و الإستفادة منها بشكل صحيح خدم مصلحة الوطن و المواطن و عزز من قيم المواطنة الصالحة.
قام الأخ والصديق و الكاتب الكبير و الصحفي المخضرم النقيب السابق صاحب المواقف الوطنية النبيلة السيد محمد سالم ولد اداه، بإنشاء مجموعة واتساب أطلق عليها إسم ملتقي الرأي ،
أضحت لاحقا منصة للنقاش الجاد و صناعة الرأي والفكر مختصة في نشر النقاشات الجماعية و مهتمة بالشأن العام و قضايا الوطن.
أشرف بنفسه علي إدارتها بكل مهنية و إنعاشها بشكل أسبوعي ضمن الإلتزام بقواعد و ضوابط و إجراءات تسعي إلي الموضوعية و المنهجية في الطرح و النقاش تراعي مصلحة الوطن والمواطن قبل كل شئ .
كما ضمت المجموعة شخصيات وطنية من قادة الفكر و الرأي و السياسة و حقوق الإنسان ،
إضافة إلي عضوية وزراء و دبلوماسيين سابقين و أعضاء في الحكومة الحالية و قامات علمية و أكاديمية من مختلف التخصصات و المسارات المهنية و الخبرات و التجارب العملية ….الخ .
ساهم كل من موقعه عبر مجموعة ملتقي الرأي في التفاعل و التعاطي مع ما أثير من نقاش حول مختلف الأحداث و المستجدات شملت قضايا وطنية عامة و هامة تضمنت تقديم رؤي جديدة و توصيات عملية حولها و رسم تصورات صادقة بشأنها، شخصت الواقع وبينت أوجه الخلل و أقترحت الحلول المناسبة .
بشكل خدم البلاد والعباد و دوائر صنع القرار .
إذ لا يسعني في هذا المقام إلا أن أثمن و أقدر الدور الكبير الذي لعبه أعضاء هذه المجموعة كل من موقعه من أجل مصلحة الوطن أولا .
و إثراء الساحة الفكرية و الثقافية و إنارة الرأي العام.
و من باب الغيرة الوطنية و الحرص علي تماسك و وحدة الوطن و النهوض بالبلاد نحو غد أفضل .
و هي بالطبع نخبة وطنية كرست كثيرا من الوقت و الجهد لإثراء الملتقي بآرائهم و مقترحاتهم النيرة .
وضعت هدفها دائما اتجاه مصلحة الوطن والمواطن .
و ترشيد إتخاذ القرارات اللازمة علي كافة المستويات .
لذا ينبغي علي دوائر صنع القرار الإستفادة و التعامل مع آرائهم و مقترحاتهم بشكل يعزز مشاركة الرأي العام في صنع القرار الحكومي وفق كيان مؤسسي مستدام و بيئة داعمة .
تكمن أهمية ملتقي الرأي في أنها بمثابة منصة لتبادل الآراء و و وجهات النظر ،
كما أنها محاولة عملية جادة لإيجاد السبل الكفيلة بالتعاطي مع مختلف الأحداث و التحديات الأمنية و الإقتصادية و تقديم الحلول البديلة للنهوض بواقع البلاد .
فمن بين أهداف ملتقي الرأي أيضا تعميق المعرفة بمستجدات الأحداث الوطنية و قضايا المجتمع و تعزيز قيم الحوار و النقاشات و تبادل الآراء بين النخب الفكرية و الثقافية و السياسية ،
و إتاحة الرؤي و تحويلها إلي مادة مرجعية لمن يحتاج إليها و تقديم المقترحات والمبادرات بشأنها .
لعل أهم ما ميز ملتقي الرأي هو قضية الأسبوع
التي يتم إختيار موضوعها بعناية و بما يحقق التفاعل مع الأحداث سواء كانت محلية أو إقليمية أو دولية .
في الوقت الذي يتم فيه إعتماد أحد أعضاء الملتقي ممن يقع موضوع النقاش ضمن إختصاصه أو إهتمامه لإنعاش الحلقة و التحضير الجيد للموضوع قبيل تقديم المداخلة المفتاحية .
التي تمهد للإنطلاق الفعلي للنقاش و تلقي الأسئلة و الإشكالات و الردود عليها .
و فتح المجال أمام الجميع للتجاوب مع الموضوع المثار للنقاش و هكذا دواليك .
في انتظار إعادة توثيق كل المداخلات و نشرها و توزيعها في شكل إصدارات لتعم الفائدة.