في تغريدات على منصة إكس، أعلن موهوزي كينيروغابا قائد القوات المسلحة الأوغندية ونجل رئيس البلاد يوري موسيفيني، أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقررة سنة 2026، وسيدعم والده الذي يتولى السلطة منذ العام 1986، ولم يعلن بعد ما إذا كان سيترشح لولاية سابعة.
لكن الجنرال الخمسيني المثير للجدل، أعلن في تغريدة أخرى أنه “لن يحكم أي مدني أوغندا بعد الرئيس موسيفيني”، وأن “قوات الأمن لن تسمح له بذلك”، و”سيكون الزعيم المقبل جنديا أو شرطيا”.
وكان موهوزي الذي عينه موسيفيني في مارس الماضي قائدا للقوات المسلحة، قد أعلن في مارس 2023 وعبر منصة إكس كذلك في رسالة حذفها لاحقا، أنه سيتنافس على الرئاسيات المقررة في يناير 2026.
بل إنه اعتبر في رسالة أخرى أكثر وضوحا واستهدافا لوالده أن “ثمة العديد من المسنين الذين يحكموننا، يهيمنون علينا. حان الوقت ليسطع نجم جيلنا”.
وأطلق موهوزي بعد ذلك “حركة أم كا MK” التي يؤيد أعضاؤها رغبة الجنرال في أن يخلف والده في السلطة، وإن كان هذا المسعى قد لا يحظى بتأييد كبير من الأوغنديين، إذ لا معنى في نظرهم للصبر على 4 عقود من حكم الوالد ثم يخلفه ابنه في دولة تتبنى نظاما جمهوريا.
إن تغريدات موهوزي كينيروغابا الجديدة، قد تعني بداية تصالح داخل عائلة موسيفيني بشأن السلطة، فقد كشف هجومه في أغسطس الماضي على صهره أودريك روابوغو – زوج ابنة موسيفيني الثانية – ووصفه له بأنه “أكبر لص في أوغندا”، عن وجود خلافات عميقة داخل هذه العائلة، بشأن من سيخلف الرئيس في السلطة.
ويعتبر روابوغو أحد كبار مستشاري موسيفيني، وقد اختاره لرئاسة اللجنة الاستشارية الرئاسية للصادرات والتنمية الصناعية، وابتداء من شهر يوليو، أصبح يرأس اللجنة المركزية للاتصالات الحكومية، ويساعد في جدولة مقابلات الرئيس مع وسائل الإعلام العالمية.
وقد أثار توالي منح روابوغو هذه المسؤوليات غضب موهوزي كينيروغابا، فهاجمه بشكل صريح على منصة إكس مجددا، ودعا لإنقاذ البلاد “من هذا الهراء”.
وفيما التزم روابوغو الصمت إزاء انتقادات وهجوم نجل الرئيس، انبرى بعض أنصاره ومقربيه للدفاع عنه، ووصفوا
تعليقات موهوزي بأنها “نوبات انفعالية من الحسد المزمن” وبأنه شخصيا “يعاني من إحساس شديد بالاستحقاق”.
وإذا كان يمكن لتغريدات موهوزي، أن تكون مؤشرا على التوجه نحو المصالحة مع والده وصهره، فإنها يمكن كذلك أن تعكس إمكانية حصول تفاهم بينه وموسيفيني بشأن مستقبل خلافته له واستبعاد روابوغو، رغم أنه لم يسبق أن تحدث علنا بشأن التطلع إلى أن يكون خليفة ليوري الذي عاش ثمانين حولا، أمضى قرابة نصفها في الرئاسة.
إن هذه الخلافات التي تملأ دنيا أوغندا وتشغل ناسها، لا تعدو في نظر زعيم المعارضة المغني الشهير بوبي واين الذي نافس موسيفيني في انتخابات 2021، وحل ثانيا بنسبة 35%، “مناورات سياسية تهدف إلى صرف انتباه الأوغنديين عن المشكلات الحقيقية وهي انتهاكات حقوق الإنسان، والديكتاتورية، والبطالة، والفقر، وتردي الخدمات الصحية، وتراجع الاقتصاد بسبب الإدارة السيئة لموسيفيني”.
إن الخلافات العائلية بشأن خلافة موسيفيني، قد تشكل بداية نهاية حكمه لأن الصوت المعارض يتعاظم بشكل لافت في البلاد، ما يجعل الطريق نحو الولاية السابعة حتى لو أرادها موسيفيني معلنا من خلالها أن لا وجود لخلافات وأنه باق في السلطة ما دام حيا، صعب الاجتياز.
إن من الأنسب لموسيفيني إعلان عدم الترشح للانتخابات المقبلة، وعدم ترشيح أي من مقربيه، والتهيئة للخروج من السلطة بهدوء، قبل أن يخرج عبر الصناديق، فقد آن الأوان للأوغنديين أن يجربوا غيره، ومن خارج محيطه الاجتماعي والعائلي.