spot_img

اقرأ أيضا..

شاع في هذا القسم

رئيس الوزراء الإسباني يعلن عن موعد أول اجتماع رفيع المستوى بين موريتانيا وإسبانيا

أعلن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أنه اتفق مع الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، على عقد أول اجتماع رفيع المستوى بين موريتانيا وإسبانيا، في عام 2025، في موريتانيا، مؤكدا أنه سيكون فرصة جديدة لتكثيف العلاقات الثنائية بين البلدين.

وقال سانشيز خلال مؤتمر صحفي الليلة البارحة مع ولد الغزواني بعيد استقباله له في القصر الرئاسي، إن إحدى القضايا التي تناولاها خلال الاجتماع هي كيفية الإدارة المشتركة لقضية معقدة تؤثر على البلدين بطريقة كبيرة مثل الهجرة.

وتابع سانشيز: “وأود هنا اليوم أن أذكّر برسالة سبق لي أن أعربت عنها مرارًا وتكرارًا في بلدي، في إسبانيا، وهي أنه حتى وقت ليس ببعيد كانت إسبانيا أيضًا بلدًا للمهاجرين، ففي أوقات صعبة جدًّا كان العديد من مواطنينا الإسبان يبحثون في الخارج عن وجهة، وكانوا يطمحون إلى حياة أفضل، تمامًا كما يطمح الناس الآن إلى حياة أفضل، والتي تنطوي في العديد من الحالات على مخاطر جدّية كبيرة، ويخوضون مغامرة خطيرة”.

وأضاف: “وبالتالي فإن ظاهرة الهجرة بالنسبة لنا هي مسألة مبادئ أخلاقية وتضامن وكرامة، وهي أيضا مسألة عقلانية محضة، لأن مساهمة العمال المهاجرين في اقتصادنا أمر أساسي، كما هو الحال بالنسبة لدعم الضمان الاجتماعي ونظامنا العام للمعاشات التقاعدية”.

وشدد سانشيز على أن الهجرة بالنسبة لإسبانيا هي الثروة والتنمية والازدهار، وعلى الرغم من الخطاب الذي بدأ للأسف يتزايد حضوره في أوروبا، فإن الهجرة ليست مشكلة، بل هي ضرورة تنطوي على مشاكل معينة، لذلك ينبغي علينا أن نشجع الصيغ التي تسمح لنا بإدارة ظاهرة الهجرة بطريقة إنسانية وآمنة ومنظمة لصالح مجتمعاتنا، وبالتالي ينبغي علينا أن نحارب المافيات التي تتاجر بالبشر وتغامر بأرواح البشر، لأن أول ضحايا الهجرة غير الشرعية هم المهاجرون أنفسهم.

وأكد رئيس الوزراء الإسباني، أنه يعتقد أن هذا الأمر يتطلب مقاربة شاملة تأخذ بعين الاعتبار جميع العوامل التي تؤثر على الهجرة وتعزز التعاون بين البلدان المعنية.

وعبر سانشيز عن شكره للحكومة الموريتانية ورئيسها على ماوصفه بالجهود التي تبذلها لمكافحة الهجرة غير الشرعية، وكذلك التعاون في مجال مكافحة شبكات الاتجار بالبشر، مشددا على أن لديه التزام راسخ وعزم أكيد على مواصلة العمل معا لمكافحة المنظمات التي تقوم بأنشطة إجرامية، مستغلة الظروف الرهيبة وحالة اليأس التي يعيشها أولئك الذين يلجأون إلى الهجرة غير النظامية.

وتابع سانشيز: “أعتقد أنه من المثير للاهتمام وجود مجلس أعمال موريتاني إسباني، وأنا على قناعة بأن هذا المجلس سيعمل على زيادة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين بشكل كبير، كما أنه سيتيح فرصا جديدة لكلا البلدين، وخاصة للمؤسسات الاقتصادية والتجارية التي تعمل في منطقة عزيزة جدا على إسبانيا، وقريبة جدا من موريتانيا، مثل جزر الكناري”.

وقال إنه في مجال التعاون الثقافي أيضا، سيبدأ معهد “سرفانتس” في تقديم أنشطته في موريتانيا في الخريف المقبل، وستكون هذه الخطوة الأولى نحو تأسيسه في موريتانيا.

واختتم سانشيز بالتشديد على أهمية القارة الأفريقية بالنسبة لإسبانيا، وبالنسبة لأوروبا، وخاصة بالنسبة لنا، بسبب قربنا الجغرافي، ولكن أيضا بسبب قربنا الثقافي ومصالحنا المشتركة، مؤكدا أن إفريقيا كانت دائما وستظل أولوية للسياسة الخارجية الإسبانية، وانطلاقا من هذه الفرضية، يضيف سانشيز: “نحن بصدد وضع استراتيجية جديدة ستتوج بتنفيذ 100 إجراء، 100 مبادرة ستشمل الأهداف الرئيسية لعملنا الخارجي، العمل الخارجي الإسباني في أفريقيا. وبالإضافة إلى ذلك، سنواصل العمل داخل الاتحاد الأوروبي من أجل تعزيز الوفاء بالاتفاقيات التي أعلنا عنها في فبراير الماضي، عندما زرت موريتانيا مع رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، والتي أخذنا على عاتقنا هذه الالتزامات مع الحكومة والرئيس الموريتاني ومع منظمات دولية أخرى، مثل حلف شمال الأطلسي، للتقريب بين قارتينا ومواجهة التحديات المشتركة بشكل مشترك”.

ولفت سانشيز إلى أنه هذا السياق، ستساهم إسبانيا بنصف مليون يورو في مبادرة التدريب في مجال الدفاع والأمن في موريتانيا، مشددا على أنه يؤمن إيمانا راسخا بأن التطور المتنامي لعلاقات إسبانيا مع موريتانيا، هو “أساس مهم يمكن أن نطور عليه سياستنا الخارجية برمتها”.

spot_img