في مواجهة العواصف التي تجتاح منطقتنا من صراعات مسلحة، وحروب على الهوية، وجريمة عابرة للحدود، وتدفقات مهاجرين غير شرعيين، وما إلى ذلك من تحديات ومخاطر ماثلة، علينا أن نستمد من تراثنا الحضاري المشترك مقاربات ومواقف مناسبة لتجنب الكوارث.
كنا كلما أظلمت الآفاق من حولنا، وتصاعدت السحب وهبّت العواصف وجلجل الرعد وخفق البرق، تركنا العنتريات والمغامرات جانبا ونبذنا المساجلات، وجعلنا “سلامة الخيمة” فوق كل اعتبار. كنا في وجه الأنواء نلتزم الحذر والتروي، ونتعمّد إنزال الخيمة، وتقوية الأوتاد، وشدّ الحبال، وحضانة الأطفال، و ربْق الحيوان، وتثبيت الحظائر، إلخ،، حتى تمر العاصفة بسلام، فنخرج منها أكبر وأقوى.
وهذا بالضبط ما ينبغي فعله الآن في مواجهة الأنواء والعواصف الرعدية التي تهز جوارنا. مَن منّا لا يرى المزن الكثيفة التي تغطي السماء جنوبا وشمالا وغربا من جهة المحيط ؟ مَن منّا لا يرى شقّ البرق ويسمع دوي الرعد من حولنا؟ في مثل هذه الظروف، فلنجعل “سلامة” الخيمة فوق كل اعتبار.
علينا التزام الحذر، ونبذ العنتريات وترك المشادات وإنزال سقف المطالب، ورصّ الصفوف حول الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، حتى تمر العاصفة بخير.
وعندما نصوت له يوم 29 يونيو، فذلك – كما قال بنفسه – لا يعني أننا نكره الآخرين أو نحتقرهم أو نقلل من شأنهم أو نشكك في نياتهم وأهدافهم؛ بل يعني بكل بساطة أننا نراه أكثر قدرة وكفاءة – في وجه العواصف و الأنواء الحالية – على تحمل مهام رئيس الجمهورية.
وختاما، نقول ما قاله الإمام الشافعي، رحمه الله :
رأيي صوابٌ يحتمل الخطأ، و رأي غيري خطأٌ يحتمل الصواب.