تستعدّ العاصمة الموريتانية نواكشوط وعواصم الولايات والمقاطعات في البلاد، مساء اليوم الخميس/ ليل الجمعة، لانطلاق الحملة الانتخابية الممهدة لانتخابات الـ29 من يونيو الجاري.
حملة سابقة لأوانها
الحملة الانتخابية لثامن انتخابات في تاريخ البلد يرى بعض المتتبعيين، أن أغلب المترشحين فيها استهكلوا خطاباتهم السياسية قبل بدئها بأسابيع، خصوصا أن ثلاثة على الأقل من أبرز مرشحي المعارضة نظموا خلال الأسابيع الماضية جولات في الداخل، في خطوة وصفت بأنها “حملة سابقة لأوانها”، فيما يتوقع أن يؤثر ذلك على حضورهم السياسي والإعلامي في الحملة.
مرشحو المعارضة.. أماكن افتتاح الحملة
العيد، وحمادي، وبيرام؛ ثلاثة أسماء معارضة يترشح الأول والثاني منها لأول مرة، بينما يترشح الأخير للمرة الثالثة منتشيا بحصوله على المركز الثاني مرتين متتاليتين في آخر انتخابات رئاسية تشهدها البلاد، وبكونه المعارض الأكثر حضورا ومشاكسة خلال الجزء الأخير من مأمورية ولد الغزواني المنتهية.
يقف خلف حمادي ولد سيدي المختار أحد أبرز الأحزاب السياسية المعارضة والمهيمن على زعامة المعارضة منذ انتخابات 2013؛ حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية “تواصل” ذو المرجعية الإسلامية، ومع كون المرشح ينتمي لنفس المنطقة التي ينتمي إليها مرشح الأغلبية الحاكمة، إلا أن مراقبين يعتقدون أن الانسحابات الأخيرة من حزبه قد تنعكس سلبا على قاعدته الانتخابية وخصوصا في منطقة الشرق الموريتاني التي ظل الحزب يعول عليها كثيرا إلى جانب العاصمة نواكشوط.
من جهة أخرى يتنازع النائب برام الداه اعبيد، والمحامي العيد ولد محمدن خطاب الحقوق في الرئاسيات، وإن كان من الملاحظ نزوع الأول إلى لغة مهادنة وجامعة، مع تركيز الأخير في خطاباته على قضايا الفساد والرواتب فيما اعتبره البعض محاولة ذكية لدغدغة شعور الموظفين وخصوصا الأساتذة والمعلمين الذين يمثلون قاعدة شعبية معتبرة، وظلوا طوال السنوات الماضية يطالبون بتحسين وضعيتهم المادية.
وقد قرر ولد اعبيد افتتاح حملته من كيهيدي التي وصل إليها في ختام جولة قادته لعدة مدن في الضفة، بينما قرر مرشح تحالف “قوى الإنقاذ” العيد ولد محمدن افتتاح حملته من منطقة مطار نواكشوط القديم
يواصل الدكتور أوتوما سومارى، مغامرة الترشح لأول مرة، في محاولة لعلاج موريتانيا التي يرى أنها تسير على قدم أعرج، وأن كل الأطباء (الرؤساء) الذين سبقوه إليها لم ينجحوا في معرفة مرضها بشكل دقيق!
أوتوما القادم من قاعات المعالجة والدرس، يطمح لأن يصل إلى كرسي قصر “إيلو سى”، عبر السعي لاستقطاب أعداد من شباب الجامعات، ثم يقرر في خطوة نترك تفسيرها له افتتاح حملته من العاصمة الاقتصادية نواذيبو.
أما المرشحان محمد الأمين المرتجي الوافي، وبوكاري مامادو با، فقد قرر الأول الذي يترشح للانتخابات للمرة الثانية تواليا افتتاح حملته من مدينة النعمة شرقي موريتانيا، فيما اختار الثاني الذي يخوض الانتخابات من بوابة حزبه حزب التحالف من أحل العدالة والتنمية افتتاح حملته من نواكشوط.
مرشح النظام
مرشح الأغلبية الحاكمة في البلاد محمد ولد الشيخ والذي يبحث عن مأمورية ثانية ويحظى بدعم أحزاب الأغلبية، وحزبا التكتل والتحالف الشعبي التقدمي المعارضان، وبعض التيارات التي يقودها قادة سابقون في المعارضة على غرار تيار جبهة العدالة والمواطنة الذي يترأسه محمد جميل منصور، وتيار دولة المواطنة الذي تترأسه النائب السابقة عن حزب تواصل زينب التقي.
ولد الغزواني الذي يدخل الانتخابات بعد أشهر قليلة على رئاسته للاتحاد الإفريقي؛ قرر افتتاح حملته من ملعب شيخا بيديا وسط العاصمة نواكشوط، على أن يبدأ في اليوم الموالي جولة داخلية تشمل جميع ولايات الداخل وتستمر حتى نهاية الحملة، وفقا لمصادر حزبية.
فمن سينجح من بين هؤلاء في استغلال الـ15 يوما لصالحه ؟