أصدر المجلس الدستوري السنغالي قائمة نهائية بأسماء 20 مترشحا للانتخابات الرئاسية المقرر تنظيمها فبراير المقبل، للتنافس على خلافة الرئيس منتهي الولاية ماكي سال، الذي أعلن في وقت سابق عدم ترشحه احتراما لمقتضيات الدستور الذي لا يمنحه سوى ولايتين فقط.
وقد خلت القائمة من أبرز معارضي ماكي سال، وهما عثمان سونكو المعتقل منذ أشهر، وتم حل حزبه السياسي، وكريم واد نجل الرئيس السابق عبد الله واد، المقيم بالمنفى في قطر منذ سنوات.
وبرر المجلس الدستوري قرار رفض ملف ترشيح سونكو بعدم اكتماله، أما كريم واد فبرر رفض ترشحه، بكونه يحمل جنسية فرنسية مع جنسيته السنغالية، ولم يتخل عنها إلا بعد دفع ملف ترشحه.
وفي غياب عثمان سونكو – رغم تضمن القائمة باصيرو ديوماي فاي المعتقل والذي يقدم على أنه الخطة البديلة عنه بالنسبة لحزب باستيف – فإن التنافس لن يكون كبيرا بين مرشح النظام ممثلا في أمادو با رئيس الوزراء الحالي، وباقي المترشحين ال19.
كما أن غياب كريم واد يفقد المعارضة الكثير من روح التنافس، حيث إن باقي المترشحين لا يتمتعون بشعبية كبيرة، وستكون مشاركتهم بمثابة شرعنة لمرشح النظام لا أكثر.
وتشمل قائمة التنافس على الرئاسة السنغالية رئيسي الوزراء السابقين المعارضين إدريسا سيك، ومحمد بن عبد الله ديون، إضافة لرئيس بلدية داكار السابق الخليفة سال، والوزير السابق علي نغوي ندياي.
أما معظم باقي المترشحين ومن بينهم امرأتان طبيبة النساء روز ورديني، ورائدة الأعمال أنتا باباكار نغوم، فإنهم غير مشهورين سياسيا، رغم تولي عدد منهم مناصب مختلفة، وهو ما يؤشر على أن الطريق سيكون سالكا أمام أمادو با لخلافة ماكي سال، واستكمال المسار الذي بدأه على مدى ولايتيه الرئاسيتين.
ويعتبر هذا العدد من المترشحين قياسيا في تاريخ الانتخابات السنغالية، حيث لم يتجاوز عدد المترشحين 5 خلال الانتخابات الأخيرة التي أجريت عام 2019.
وهو ما يعني أنه سيكون من الصعب حسم أي من المتنافسين في الجولة الأولى، حيث ستتشتت الأصوات بين المترشحين ال20، ليتأجل الحسم إلى الجولة الثانية، والتي ستكون فيها حظوظ مرشح النظام أوفر، في ظل عدم توحد الصوت المعارض، وخوض التنافس بعديد الأسماء بدل مرشح موحد.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي تنظم فيها السنغال انتخابات رئاسية، دون مشاركة الرئيس منتهي الولاية، وذلك بسبب تأثير الأحداث المتوترة التي شهدتها البلاد على إثر توقيفات عثمان سونكو المتعددة.
وقد شهدت هذه التوترات أعمال عنف خلف بعضها عديد القتلى والجرحى، وكانت منذرة بتصعيد أكبر لو ترشح ماكي سال، ورفض ترشح عثمان سونكو، لكن الرئيس منتهي الولاية آثر نزع فتيل التوتر، من خلال إعلان عدم الترشح، والسماح لبديل سونكو بالترشح.
لكن إبقاء باصيرو ديوماي فاي في السجن منذ ابريل 2023 بتهمة إهانة قاض والتشهير به إثر منشور على “فيسبوك”، قد ينذر بتوتر جديد، خصوصا إذا تمت محاكته وصدر حكم عليه، لكن السلطة في الغالب ستتجه نحو تأجيل المحاكمة إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية.
لقد غيب النزاع المستمر مع الدولة لأزيد من سنتين، عثمان سونكو عن قائمة المترشحين للرئاسة، بعد أن كانت استطلاعات الرأي تعتبره الأوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية، وهو الذي حل في المركز الثالث في الانتخابات الرئاسية لعام 2019.
وفيما ستنطلق حملة الاقتراع الرئاسي في الرابع من فبراير المقبل، على أن يتوجه السنغاليون إلى صناديق الاقتراع في 25 فبراير لانتخاب رئيس جديد، فإن الناخبين يتطلعون إلى معرفة خامس رئيس في تاريخ البلد، بعد ليوبولد سيدار سنغور، وعبدو ضيوف، وعبد الله واد، وماكي سال.