نقلت وكالت رويترز للأنباء عن مصادر محلية، أن اشتباكات وقعت في وقت متأخر من مساء الخميس، في محيط قيادة الحرس الوطني الغيني، جنوب العاصمة بيساو.
وذكرت مصادر عسكرية ومخابراتية أن أفراد الحرس الوطني ذهبوا مساء الخميس للإفراج عن وزير المالية سليمان سيدي ومسؤول حكومي كبير آخر كانت الشرطة تحتجزهم، ثم لجأوا إلى المنطقة الجنوبية من بيساو.
وذكرت المصادر أن المسؤولين تم احتجازهما بعد استجوابهما لعدة ساعات بشأن سحب 10 ملايين دولار من خزينة الدولة.
وقالت المصادر إن الحرس الوطني قام بإخراج المسؤولين واقتادهما إلى جهة مجهولة.
الإشتباكات تحدث على وقعة تغييرات أمنية:
وكان الرئيس عمر سيسوكو إمبالو عين مسئولين أمنيين جديدين في القصر الرئاسي في غينيا بيساو وألمح خلال حفل أدائهما اليمين إلى الانقلابات في دول أخرى في القارة الأفريقية.
وجاءت هذه التعيينات الأمنية لتعزيز فريق حماية الرئيس بعد فترة وجيزة على حدوث انقلابين في النيجر والغابون نفذهما مسؤولون أمنيون في الحكومة.
وأصدر الرئيس سيسوكو إمبالو قرارًا قضى بتعيين الجنرال توماس دجاسي رئيسًا للأمن الرئاسي والجنرال هورتا إنتا رئيسًا لمكتب الرئيس.
وهذان المنصبان موجودان منذ فترة طويلة في الهيكل التنظيمي للحكومة ولكن لم يتم شغلهما منذ عقود.
وأدّى جاسي وإنتا اليمين الدستورية خلال حفل أقيم في القصر الرئاسي، بحسب ما أفاد صحفي في وكالة فرانس برس.
الخوف من عودة شبح الإنقلابات إلى البلاد:
وشهدت غينيا بيساو ما لا يقل عن 10 انقلابات أو محاولات انقلاب منذ استقلالها عن البرتغال في عام 1974، كان آخرها المحاولة الانقلابية التي شهدتها البلاد في فبراير من العام الماضي، وأدت إلى مقتل ما لا يقل عن ستة أشخاص.
وكان الرئيس الغيني قد قال في مقابلة مع الصحافة المحلية: “صحيح أنَّ الانقلابات التي ينفِّذها ضباط الأمن الرئاسي أصبحت رائجة”، مردفا أنّ “أيّ تحرّك مشبوه سيقابل بالردّ المناسب”.
وقبل تعيينه الجديد كان جاسي رئيسًا للحرس الوطني، وهي وحدة النخبة في الجيش التي ساعد تدخلها على وقف محاولة الانقلاب عام 2022، أما إنتا فكان رئيسا لقسم الشرطة المركزي في بيساو.
وفي أغسطس الماضي، حذر إمبالو من أن انقلاب النيجر يمثّل تهديدًا وجوديا للجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس)، معتبرا الرئيس النيجري المخلوع محمد بازوم القائد الشرعي الوحيد للبلاد.