spot_img

اقرأ أيضا..

شاع في هذا القسم

جورج ويا.. والطريق الصعب أمام الولاية الثانية

يستعد للتنافس يوم الثلاثاء المقبل مع 19 آخرين على رئاسة البلد الصغير الواقع بغرب القارة الإفريقية، وذلك بعد 6 سنوات تولى فيها إدارة شؤون ليبيريا وهو القادم من عالم كرة القدم.
وقد ركز جورج ويا خلال حملته الانتخابية على الدفاع عن حصيلة أدائه خلال الولاية الرئاسية الأولى، والتي شملت بالأساس “الطرق”، و”الصحة” و”التعليم”، متعهدا في الفترة المقبلة، في حال منحه الليبيريون غالبية أصواتهم، بالتركيز على تعزيز النفاذ إلى خدمة الكهرباء، وتشغيل الشباب.

لكن ويا واجه خلال ولايته الأولى الكثير من الانتقادات، على خلفية تعاطيه مع أزمة التضخم التي عانت منها ليبيريا جراء تداعيات جائحة كوفيد-19، وتبعاتها الاقتصادية والاجتماعية، التي كانت كبيرة على قطاعات واسعة من الشعب الليبيري.

وشكل بقاء ويا خارج البلاد 48 يوما عام 2022، حيث شارك في بعض القمم، وتابع كأس العالم لكرة القدم، التي نظمت في قطر، وكان نجله يلعب في صفوف المنتخب الأمريكي المشارك في البطولة، انتقادات شعبية وسياسية واسعة.
وفي محاولة للتخفيف من حدة الانتقادات، يقول ويا إنه تسلم السلطة من الرئيسة السابقة إلين جونسون سيرليف، في ظل وضع اقتصادي “كارثي” حيث وصلت عملة الدولار الليبيري أدنى مستوياتها.

وقد التزم الإفريقي الوحيد الحامل للكرة الذهبية منذ العام 1995، بمحاربة الفساد المستشري في البلاد، حيث تحتل ليبيريا المركز 142 من أصل 180 دولة وفقا لتصنيف منظمة الشفافية الدولية.
كما وعد ويا بتوفير فرص العمل وجلب الاستثمار خلال ولايته الرئاسية الأولى، لكن ذلك لم يتحقق، وهو ما حطم آمال الكثير من الليبيريين، البالغ عددهم 5 ملايين نسمة، ويعيش نصفهم على أقل من 1.9 دولار في اليوم.
وتشير بعض الإحصائيات إلى أن أكثر من 1 من كل 6 ليبيريين يقل عمره عن 25 سنة، وأن شريحة الشباب في المجمل تشكل أغلبية 2.4 مليون ناخب مدعوين للتصويت في انتخابات العاشر من اكتوبر.

ومن شأن كل تلك المعطيات أن تنعكس على مسار الولاية الثانية لجورج ويا، بل إنها تعطي فرصة كبيرة لمنافسيه، خصوصا إذا ما تقرر إجراء جولة ثانية.
ويبرز ضمن أهم منافسي ويا في السباق الرئاسي، نائب الرئيس الأسبق جوزيف بواكي المدعوم من طرف تنسيقية واسعة من الأحزاب المنظمات والشخصيات، ومن ضمنها برينس جونسون، وهو زعيم حرب سابق، كان داعما لجورج ويا في انتخابات 2017.

وتشكل هذه آخر فرصة لجوزيف بواكي البالغ من العمر 78 عاما للترشح للرئاسة، وقد خدم في مناصب مختلفة على مدى 4 عقود، ويقول إنه يضع تجربته رهن الليبيريين من أجل “تسيير أفضل”.
ويتعهد جوزيف الذي نافس ويا في جولة ثانية عام 2017، في حال الفوز، بتشكيل فريق قادر على “محاربة الفساد، وإعادة ترميم دولة القانون” إضافة إلى “بسط العدالة في مختلف أرجاء البلاد”.

وأيا يكن الفائز في رئاسيات الثلاثاء، فإن الديمقراطية الليبيرية ما تزال هشة إلى حد كبير، حيث كانت بدايتها الحقيقية مع الرئيسة السابقة إيلين جونسون سيرليف، حين انتخبت عام 2006 رئيسة للبلاد، وباتت بذلك أول سيدة تنتخب رئيسة بالقارة الإفريقية، ثم أعيد انتخابها لولاية ثانية يسمح بها الدستور عام 2011، واحتراما للمقتضيات الدستورية سلمت المرأة الحديدية السلطة للرئيس الحالي جورج ويا باعتباره الفائز في رئاسيات 2017.

وبقدر ما تعاني البلاد من الهشاشة الديمقراطية، فإن الاستقرار الاجتماعي فيها ما يزال هشا، فقد شهدت حربين أهليتين بين عامي 1985 و2003، خلفتا أكثر من ربع مليون قتيل.
وهو بعد يأخذ الآن حيزا كبيرا من اهتمام الأمم المتحدة، والمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، والاتحاد الإفريقي، خوفا من عودة ليبيريا إلى المربع الأول، خصوصا بعد حدوث أعمال عنف بين أنصار بعض المترشحين خلال الحملة الانتخابية، خلفت قتلى وجرحى.

spot_img