دافعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا مساء (الثلاثاء السابع من مارس 2023) خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية عن سياسة بلادها في دول المغرب العربي. وردّاً على الانتقادات التي وجّهها العديد من النواب بهذا الشأن، قالت كولونا “بمعزل عن الحالات التي قد تكون حالات سوء فهم من جانبكم للعلاقة مع الجزائر، يتعيّن علينا جميعاً أن نعمل، كلّ من موقعه، من أجل أن تكون هذه العلاقة، وهي علاقة طويلة الأمد، مفيدة للجانبين” .
وخلال الجلسة سأل العديد من النواب وزيرة الخارجية عن معلومات نشرتها مؤخّراً :جون أفريك” نقلاً عن مصدر رسمي في الحكومة المغربية، لم تسمّه المجلّة، قال فيها إنّ “العلاقات ليست ودّية ولا جيّدة، لا بين الحكومتين ولا بين القصر الملكي والإليزيه”. وردّت كولونا بالقول إنّ هذا التصريح مصدره مجهول. وأضافت “إذا قرأنا تصريحات لا تروق لنا في الصحافة، فهي من مصادر مجهولة وبالتالي لا تستدعي تعليقاً محدّداً ». كما شدّدت وزيرة الخارجية على التزامها « ممارسة التهدئة” بدليل أنها سافرت بنفسها إلى المغرب في ديسمبر في زيارة أتاحت استئناف “علاقات قنصلية طبيعية “.
وخلال زيارتها تلك أعلنت كولونا انتهاء العمل بقيود التأشيرات التي فرضتها فرنسا وأضرّت بالعلاقات بينها وبين المغرب. وسرعان ما اتّخذت باريس قراراً مماثلاً بالنسبة للجزائر. وأضافت كولونا “آمل أن أستمرّ من جهتي في ممارسة نفس التهدئة”.
ولم تأت الوزيرة على ذكر زيارة كان مقرّراً أن يقوم بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب في الربع الأول من هذا العام والتي، على ما يبدو، لم تعد قائمة.
لكنّ كولونا أعادت التذكير بالمحادثات التي أجرتها في ديسمبر الماضي في الرباط، والتي عبّرت خلالها الحكومتان الفرنسية والمغربية عن رغبتهما في إعادة بناء علاقتهما في العمق وبحثتا يومها زيارة ماكرون المحتملة.
غير أن الرباط ما فتأت تؤكد أن جوهر الخلاف مع باريس يكمن في موقف الأخيرة من قضية الصحراء . ودعا المغرب الشريك الفرنسي للخروج من “المنطقة الرمادية” بشأن هذا الصراع، خصوصا بعد الاعتراف الأمريكي بالسيادة المغربية على هذا الإقليم.
المصدر: وكالات