spot_img

اقرأ أيضا..

شاع في هذا القسم

الجنرال محمد أتنو.. هل ينهي مسار التمسك بتركة الوالد مغامرة الحكم قبل تنظيم انتخابات؟

استيقظت العاصمة التشادية فجر اليوم على مواجهات عنيفة بين أفراد الشرطة وشباب معارض لتمديد الفترة الانتقالية، أدت إلى مقتل 30 شخصا وجرح المئات من عناصر الشرطة والمتظاهرين خلال ساعات قليلة، فقدت فيها الشرطة سيطرتها على الوضع، بينما نفت فرنسا تورطها في قمع المتظاهرين.

مسار طويل للمحافظة على تركة أتنو الأب..

غداة رحيل والده رئيس تشاد السابق إدريس ديبي أتنو متأثرا بجراحه في ميدان القتال لحماية حكمه، أعلن الجيش التشادي اختيار الجنرال محمد إدريس ديبي أتنو في 21 إبريل 2021، لتولي مهام رئيس الجمهورية في مرحلة انتقالية تدوم 18 شهرا.

ووسط دعم فرنسي تم تنصيب الجنرال البالغ 37 عاما رئيسا انتقاليا على رأس مجلس عسكري يضم 15 جنرالا، بعد يوم واحد من مقتل والده الذي حكم البلاد ثلاثة عقود.

وقام المجلس العسكري الجديد بحل البرلمان، وإلغاء الدستور، معلنا مرحلة انتقالية تستمر 18 شهرا قابلة للتمديد مرة واحدة، يتم على إثرها “انتخابات حرة وديمقراطية”.

مفاوضات السلام التشادية في الدوحة..

في الثالث عشر من مارس 2022، احتضنت العاصمة القطرية الدوحة، مفاوضات للسلام بين المجلس العسكري التشادي، والجماعات العسكرية المعارضة، تمهيدا للحوار الوطني الشامل، الذي ستحضنه العاصمة التشادية نجامينا.

شهدت المفاوضات التي استمرت ستة أشهر، عدة عراقيل من بينها تعليق المشاركات من طرف بعض الجماعات المسلحة، بعد اتهامهم الوفد الحكومي بممارسة مناورات مزعزعة للاستقرار.

وفي الثامن من أغسطس الماضي، وقّعت السلطات الانتقالية بحضور رئيس المجلس العسكري محمد إدريس ديبي أتنو، وجماعات من المعارضة، اتفاقا للسلام برعاية قطرية، تمهيدا للطريق أمام حوار للمصالحة الوطنية الشاملة.

وجرى توقيع الاتفاق بحضور ممثلين عن الاتحاد الأفريقي وعدد من المنظمات الإقليمية والدولية.

لكن “جبهة التغيير والوفاق في تشاد” (فاكت)، وهي إحدى المجموعات المسلحة الرئيسية، رفضت توقيع الاتفاق، رغم الجهود التي بذلها الوسطاء في الدوحة حتى اللحظة الأخيرة لإقناعها بالانضمام إليه.

الحوار الوطني الشامل

في العشرين من أغسطس الماضي، أطلق محمد إدريس ديبي أتنو حوارا وطنيا بحضور 1400 مندوب بينهم ممثلون عن العديد من المجموعات المسلحة، للاتفاق على مسار لإجراء “انتخابات حرة وديمقراطية” خلال 18 شهرا.

وشهد الحوار مقاطعة من ائتلاف أحزاب المعارضة وأعضاء المجتمع المدني “واكت تاما”، وجبهة الوفاق التي اعتبرت أنه “منحاز بشكل مسبق”.

واتهمت الجماعات المقاطعة المجلس العسكري بإدامة “انتهاكات حقوق الإنسان” والتحضير لترشيح الجنرال ديبي للرئاسة.

وفي الثامن من أكتوبر الجاري، اختتم الحوار الوطني بإبقاء رئيس المجلس العسكري محمد إدريس ديبي رئيسا للبلاد مدة عامين، مع إمكانية ترشيحه في الانتخابات القادمة، وتوسعة المجلس التشريعي، وتخصيص 45 مقعدا فيه للحركات المسلحة التي وقعت “اتفاقية الدوحة للسلام في تشاد”.

ووعد ديبي بعيد توقيعه وثيقة اختياره رئيسا لمرحلة انتقالية جديدة مخصصة بالالتزام بالعودة إلى النظام الدستوري”.

حكومة وحدة وطنية..

خلال خطابه في ختام الحور الوطني، وعد ديبي أتنو، كذلك بتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة، حيث عين على رأسها المعارض السياسي البارز صالح كبزابو، رئيسا للحكومة الانتقالية الجديدة.

أعلن عن الحكومة الجديدة المكونة من 44 وزيرا ووزير دولة، من بينهم قادة متمردون سابقون وقعوا اتفاق السلام في الدوحة.

مظاهرات الخميس..

قبل ساعات من رئاسته لأول اجتماع للحكومة الجديد وبداية الفترة الانتقالية الثانية استيقظ الجنرال محمد إدريس ديبي على مواجهات عنيفة في شوارع نجامينا بين متظاهرين رافضين لتمديد الفترة الانتقالية، أسفرت خلال ساعات الصباح الأولى، عن مقتل عن 30 قتيلا حسب الناطق باسم الحكومة الجديدة.

وحسب مصدر إعلامي تحدث لمدار، فإن العاصمة انجامينا شهدت أعنف مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين منذ تسلم الجنرال محمد ديبي للحكم.

و حسب ذات المصدر فقد عاد الهدوء إلى العاصمة، وتمكن ديبي الإبن من رئاسة أول اجتماع لحكومته الجديدة، وسط توتر شديد، واستياء أهالي الضحايا.

وتوقع المصدر الذي فضل حجب هويته التوجه للحوار بين المعارضة الرافضة لتمديد الفترة الانتقالية والنظام، إضافة إلى تعويض ذوي الضحايا الغاضبين من طرف الحكومة في الساعات القادمة، للمساعدة في تهدئة الوضع الخطير، حسب تعبيره.

فهل تكون مظاهرات اليوم بداية لخسارة الجنرال لتركة والده؟

spot_img