قال رئيس الجمعية الوطنية الشيخ ولد بايه إن الخلاف بين الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، وسلفه محمد ولد عبد العزيز خلاف سياسي بحت، سببه تباين وجهات النظر حول مرجعية حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، كما هو معلوم لدى الجميع في موريتانيا اليوم وفق تعبيره.
تصريحات رئيس البرلمان الموريتاني والصديق الشخصي للرجلين خص بها صحيفة جون آفريك الفرنسية، مع اقتراب الذكرى الثالثة لتنصيب ولد الشيخ الغزواني رئيسا للبلاد، وهو ما يطرح تساؤلات حول الدوافع وراءها؟
بدى ولد بايه في تصريحاته المفاجئة كمن يريد الاستمرار في مسك العصا من الوسط، مع ميل واضح نحو إظهار الملف الأكثر حساسية بالنسبة لنظام الرئيس الحالي كمجرد ملف سياسي، وهو ما يظهر بجلاء عدم تبنيه لوجهة نظر النظام، حول ملف العشرية الذي يوصف داخل الدوائر الرسمية بشكل واسع، على أنه ملف قضائي بحت، مجرد من السياسة وأدرانها.
ولد بايه الذي دافع نظريا عن تشكيل اللجنة البرلمانية، التي تنص النظم الداخلية للجمعية الوطنية، المجازة من طرف المجلس الدستوري، على تشكيلها وفق تعبيره، لم يتصدى للدفاع عن أعضاء هذه اللجنة، عندما سئل عن تهم الرشوة الموجهة إلى بعضهم من طرف الرئيس السابق، مكتفيا بالقول: إنه غير متهم من طرف أحد، وعلى من اتهم الدفاع عن نفسه، وهو ما يطرح تساؤلات أخرى حول رؤية الرجل للجنة البرلمانية وتشكلتها وأهدافها؟
تحدث ولد بايه عند سؤاله عن نظام ولد الشيخ الغزواني، قائلا إن الظروف التي وصل فيها للسلطة كانت استثنائية، على المستوى العالمي، وهو ما شكل عقبة أمامه، متحدثا عن كوفيد 19 وتداعياته، إضافة إلى الحرب الروسية الأوكرانية، دون الحديث عن تحديات مخلفات الفساد المدمرة، والتي تعد ركيزة أساسية في خطاب المقربين من النظام، وتوقع ولد بايه في حديثه للصحيفة الفرنسية أن يتمكن ولد الشيخ الغزواني من تحقيق الكثير، فيما تبقى من مأموريته، إذا عاد الوضع الدولي إلى طبيعته، مؤكدا على نجاح النظام في تقديم ما يمكن تقديمه في هذه الظروف الاستثنائية.
ولد بايه أكد سعيه شخصيا لحل الخلاف السياسي بين الرجلين، بشكل مبكر، غداة رفض ولد عبد العزيز حضور احتفالات عيد الاستقلال الوطني في اكجوجت، لكن موقف الرئيس السابق من الوساطة حال دون نجاح مبادرته.
ويمكن القول إن الإجابة التي أظهرت تحفظ الرجل على نهج نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، هي تنصله من أي إشارة توحي بتحمسه لترشح الرئيس لمأمورية ثانية، مكتفيا بالقول: إن السؤال يجب أن يوجه إلى ولد الشيخ الغزواني شخصيا، ليحدد ما إذا كان سيترشح لمأمورية ثانية أم لا.
فهل قرر ولد بايه التخلي عن مسك العصا من الوسط؟