نواكشوط: مدار – شهد الرأي العام الموريتاني جدلا واسعا في الساعات الماضية بعد تداول أخبار عن رفض السفارة الأمريكية لدى نواكشوط منح تآشر دخول لوفد موريتاني يرأسه وزير الخارجية محمد سالم ولد مرزوك للمشاركة في اجتماع أممي بمبادرة من وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وبدعوة شخصية منه.
وقد عزت المصادر المحلية قرار السفارة إلى تكرار حالات الإخلال بشروط التأشيرة بعد دخول الولايات المتحدة من قبل مسؤولين موريتانيين منحت لهم التآشر على أساس أنهم في مهمة رسمية وفق المصادر المحلية دائما.
تصادف الجدل مع امتعاض شديد من ارتفاع نسبة رفض التأشيرات بأغلب أنواعها للموريتانيين الراغبين في السفر إلى الولايات المتحدة لأغراض السياحة، والاستطباب والعمل، خاصة مع قدوم السفيرة الأميركية الجديدة سينثيا كيرشت، التي عينها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في آخر أيام ولايته، والتي تنتمي لمعسكره السياسي (جمهوري، يميني).
وكان من المفترض أن يغادر وزير الخارجية الموريتاني أمس الأول إلى الولايات المتحدة لحضور مؤتمر الأمم المتحدة حول الأمن الغذائي في ظل الأزمة الأوكرانية بيد أنه ألغى سفره وحضر أمس الأربعاء اجتماع مجلس الوزراء فيما ناب عنه في المؤتمر مندوب موريتانيا لدى الأمم المتحدة، دون أن يعرف ما إذا كان السبب هو أزمة التآشر أم تعارض سفره مع سفر آخر محتمل إلى إحدى دول الجوار.
مدار في إطار بحثها في موضوع التأشيرة الأميركية التقت مواطنين في نواكشوط من بينهم مديرا شركتين وسيدة لديها مواعيد طبية وطالبان صدرت لهما كل الوثائق الرسمية المطلوبة التي تمكنهم من الحصول على التأشيرة، وقد اشتكوا جميعا من سوء معاملة الفريق القنصلي في السفارة الأميركية في نواكشوط وتعمدهم عدم إعطاء أي تفسير لرفض منح التأشيرة.
ومن بين من التقتهم مدار طالبة درست جميع مراحل الابتدائية وحتى الثانوية العامة في مدرسة أمريكية في إحدى دول الخليج، ثم حصلت على تسجيل في إحدى الجامعات الأميركية المرموقة، بيد أن جواب القنصل (الذي يتفق أغلب المتقدمين على أنه نفس الشخص) كان: لم تستطيعي إقناعي، ما اضطرها للتسجيل في جامعة تركية بسهولة نظرا لتفوقها في الباكالوريا.
عدا ذلك توالت ردود فعل من كتاب وشخصيات مؤثرة بضرورة إعادة فرض التأشيرة الاستباقية على المواطنين الأمريكيين واتخاذ قرار حازم يبدي حجم الاحتجاج من لدن وزارة الخارجية الموريتانية دون أي مجاملة.
واتصلت مدار بمصادر في الخارجية الموريتانية وتواصلت مع السفارة الأميركية دون أن تحظى بأي رد يؤكد أو ينفي موضوع التأشيرات.