1- انخرط غزواني (1) عام 2019 في حملة انتخابية لم يكن هو من رسم طريقها واختار طواقمها؛ بل العكس، تعرض خلالها لكثير من الإحراج من جهة الخصوم والأصدقاء؛
بينما يقود غزواني (2) حملة انتخابية 2024 هو قائدها وربان سفينتها. وهو من يرسم خططها، ويحدد طريقها، ويختار رجالها.
ولذلك، يظهر الفرق واضحا وجليا خلال الحملتين بين الغزوانين (1) و (2) في الأداء والخطاب والحيوية والأريحية، وسلاسة الأسلوب والنهج.
2- ورث الغزواني 1 السلطة من نظام “العشرية”، وبدأ يخطو خطواته الأولى كرئيس للجمهورية، ويجهل ما ينتظره من تحديات ومهام.
بينما يبدأ الغزواني 2 مأموريته 2024 من حيث انتهى غزواني 1؛ بما يعني أنه يعرف تماماً أين هو؟ وماذا ينتظره؟ وماذا عليه أن يفعل؟
3- كان غزواني (1) مقيّدا بمكافأة أنصاره ومؤيديه وكل الذين صوتوا لصالحه، ومكبّلا بالتفكير في الوفاء بتعهداته مع ما يتطلبه ذلك من تنازلات وحسابات و ترضيات؛
بينما يأتي غزواني (2) متحررا من ذلك كله، إذ لم يعد يفكر في مأمورية قادمة، ولا في ترضية ولا مكافأة زبون. وبذلك تكون مأموريته الثانية خالصة للإنجاز والبناء؛
إذا كانت المأمورية الأولى تمهد غالبا للفوز بمأمورية ثانية، فإن المأمورية الثانية والأخيرة تمهد عادة للخروج الآمن ودخول التاريخ من بابه الكبير.
ذلكم هو مغزى التحول من “تعهداتي” المحدودة في المكان والزمان إلى “طموحي للوطن” اللامحدود و اللامتناهي.