spot_img

اقرأ أيضا..

شاع في هذا القسم

عن معرض الكتاب.. والعارضين

ينطلق غدا (الاثنين) بعون الله وتوفيقه، معرض انواكشوط الدولي للكتاب الذي تنظمه وزارة الثقافة تحت رعاية الرئيس السامية، بمشاركة الناشرين العرب، وربما الأجانب وغياب بعض الناشرين الموريتاني، مع قلتهم المخجلة أصلا، التي تدعو لسد الفراغ!
الساحة الموريتانية فيما يبدو استأثرت بها المكتبات التجارية مع أنها لا تعتبر ضمن الناشرين بالمعنى الصحيح؛ فالناشر هو من يرفد الساحة بالمنشورات، ومكتباتنا الموقرة تبيع إنتاج الناشرين داخليا وخارجيا، وأكثر بضاعتها من إنتاج العارضين في المعرض المرتقب! {بضاعتنا ردت إلينا}.
أرجو أن يكون الفرق اتضح لغير المختص بين الناشرين والمكتبات التجارية، وإلا فلنعتبر الناشر كالمزارع أو كصاحب الفرن والمكتبة كالمتجر، وقد لا يكون موضوعيا أن يتبوأ الدكاني مكان المزارع أو الفرّان لمجرد كونه يبيع الخبز أو الحبوب.
أستحضر من الناشرين الموريتانيين ثلاثة:
1. دار الرضوان للشيخ أحمد سالك بن ابوه عافاه الله.
2. دار التيسير التي تقوم على نشر أعمال الشيخ محمد الحسن ولد أحمدُّ الخديم حفظه الله.
3. شخصي الضعيف الذي نشر ما يناهز 30 مؤلفا حتى الآن؛ منها ما هو مجلد واحد، وما هو مجلدان، وما هو خمسة، وما هو عشرون مجلدا (وله بقية) في مجالات مختلفة؛ سواء ما نشرته بجهدي الشخصي (وهو الأغلب) أم على مستوى دار الكناش التي أتشارك فيها مع صديقي الأستاذ محمد بن سيدي محمد حفظه الله.
هذا ما أذكره من الناشرين، ومعذرة إن نسيت غيره. وأتذكر آخرين أعزة، لكن أعمالهم تدخل في عطاء ناشرين آخرين.
ويمكن أن أضيف (استقصاءً) بعض نشاط المكتبات التجارية، كمكتبة القرنين 15هـ/ 21م، ومكتبة جسور عبد العزيز، وشركة الكتب الإسلامية، لكن يظل الفرق قائما؛ ويتمثل في أننا (الثلاثة المذكورين أولا) يعرض كل منا إنتاجه الخاص ملء جناحه دون إضافة من إنتاج غيره. ولأني لا أعلم حال داري الرضوان والتيسير سيقتصر حديثي على نفسي.
في معرضين محليين سابقين دعيت للعرض بمفردي فقبلت شاكرا، مع أن العارضين كانوا خليطا من جهات عمومية وأخرى خصوصية، وبعض المعروضات للبيع، وبعضها للاطلاع فقط، ومع ما شاب العرض مما قد لا يحسن بي نشره. وكان المنتظر أن يكون المعرض المرتقب أحرى بمشاركتي لتعلقه بالناشرين أولا، وضرورة إبراز الوجه الموريتاني قدر الإمكان، والضآلة المؤسفة (بل المخجلة) لإسهام بلادنا في مجال النشر، والتي لا تناسب غزارة عطائها العلمي قديما وحديثا. لكني لم أتلق دعوة ولم يتواصل معي أحد، وحين تواصلت مع اتحاد الناشرين الموريتانيين (وأنا عضو فيه) قبل أسبوع أو أكثر لم أجد جوابا حاسما، ولاستجلاء الأمر عاودت الاتصال قبل يومين بصديق عزيز من قيادة الاتحاد المذكور فأخبرني بأنهم يرون ضرورة تقليص عدد العارضين الموريتانيين، لكني رأيت أن التقليص يبدأ بالمكتبات التجارية، لا بالناشرين الذين هم أقل من القليل أصلا، وأحوج إلى الزيادة! وخلال الحديث أفادني أني أحل لهم مشكلة لو انسحبت، وهنا وافقت بكل سرور، وانتهى الأمر.
ومع أن وزير الثقافة صديقي فلم أشأ مراجعته فيما لبيت به رغبة صديق آخر، لكن بقي الاستغراب قائما؛ وهو ما دعاني للكتابة.
بعد ذلك تعهدت مكتبة القرنين 15هـ/ 20م مشكورة بعرض مؤلفاتي لمن شاء اقتناء بعضها.

spot_img