spot_img

اقرأ أيضا..

شاع في هذا القسم

الترارزة.. مربط فرس السيادة والاستقلال

ها هي الترارزة — عروس الجنوب ومهد النهر وسلة الوطن الخضراء — تتهيأ في حُلّتها الزراعية البهيّة لاستقبال فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني غدا الخميس ، في زيارةٍ ينتظرها الجميع بشغفٍ يليق بموعدٍ مع التاريخ.
إنها زيارة للأرض والإنسان، واحتفاءٌ بالزرع، وإعلان عهدٍ جديد بين الدولة والمزارع، بين السيادة الغذائية والإرادة الوطنية.

من سهول مسين إلى ضفاف روصو وقرى لكصيبة واركيز، تتنفس شمامة الأرض فرحاً، وتتعانق الأهازيج الشعبية مع خرير المياه في القنوات الزراعية، في مشهدٍ يبرهن أن الزراعة قدر أمةٍ قررت أن تعيش على ما تنتجه أياديها، لا على ما يُلقى إليها من وراء البحار.
وحين يأتي الرئيس ليُطلق الحملة الزراعية الجديدة، فهو يعلن أن السيادة لا تُبنى بالشعارات، بل بالمحراث، والبذرة، وعرق المزارع الصادق.

ولأن الماء هو شريان الحياة والزراعة معاً، فقد كان الرئيس قبل أيامٍ في كرمسين لمتابعة مشروعٍ استراتيجي يهدف إلى القضاء على الطمي الذي يهدد تزويد العاصمة نواكشوط بالماء الصالح للشرب.
إنها خطوة تؤكد أن التنمية في رؤية الرئيس واحدة متكاملة، تبدأ من الماء الذي يروي الحقول إلى الزرع الذي يُطعم الوطن.

لقد عبّر سكان الترارزة عن فرحٍ غامرٍ بقدوم الرئيس، في وجوههم إشراق الأمل، وفي كلماتهم ثقةٌ بأن الدولة تمضي بخطى واثقة نحو الاكتفاء الذاتي والغذاء الوطني الآمن.
وتتردد الأحاديث عن مشاريع جديدة ستُطلق خلال الزيارة: استصلاحات في «سكام»، ودعم مباشر لصغار المزارعين، ومبادرات ريّ وتخزين وتسويق تُعيد للزراعة مكانتها كمصدرٍ للعيش الكريم.

فالزراعة هي السيادة، قاعدةٌ عمل الرئيس على ترجمتها إلى سياسةٍ عمليةٍ تُعيد للأرض مكانتها وللإنسان اعتباره.
لكن السيادة لا تنمو إلا في تربةٍ نظيفةٍ من الفساد، لذلك كانت كلمات فخامته الأخيرة أمام خريجي المدرسة الوطنية للإدارة خارطة طريقٍ لمستقبلٍ نزيهٍ شفافٍ، يؤكد أن محاربة الفساد خيار وطني لا رجعة فيه.

الترارزة، قلب الزراعة الموريتانية النابض، تُعيد اليوم تأكيد رسالتها التاريخية: أن الزراعة ليست مهنةً فحسب، بل رسالة وطنية وركيزة للسيادة.
الحملة الزراعية التي سيُطلقها الرئيس من هذه الولاية العريقة، يجب أن تكون بداية لعصرٍ من الإنتاج والكرامة، يسهم فيه الجميع، وتتسع فيه رؤية التنمية لتشمل الصناعة الغذائية والاقتصاد الأخضر.

وما دامت الإرادة السياسية هي البذرة الأولى لكل إصلاح، فقد أثبت فخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني أن لديه من الرؤية والإصرار ما يجعل التنمية واقعاً والسيادة حقيقة.
واليوم، تستعد الترارزة للحصاد — حصاد الثقة والعمل والنتائج — تستقبل رئيسها بقلوبٍ مفتوحة وأكفٍّ مرفوعة، تدعو أن يبارك الله هذا الموسم، ويجعل من زيارته بشارة خيرٍ لموريتانيا كلها.

أهلاً بفخامة الرئيس في أرض الخير والعطاء.
على ضفاف النهر ستنبت الحقول، وفي القلوب سينبت الأمل، وسيبقى شعار هذه المرحلة: نزرع لنحيا.. ونحيا بكرامة.

spot_img