تم تحديد تواريخ ومواعيد الاستحقاقات الانتخابية القادمة وكالعادة بدأت حمى الترشحات في السباق المألوف والمحموم اللذي تعودت عليه بلادنا في مثل هده المناسبات، فهل ستعود حليمة لعادتها القديمة أم سيتغير المشهد ونرى أسلوبا جديدا تراعى فيه المعايير الديمقراطية لاختيار المرشحين؟
فبكل صراحة، لا أعرف الجواب على مثل هذا السؤال. لكن ما أعرفه هو ذلك المشهد القديم المبتذل والبغيض الذي يتكرر علينا منذو بدأنا تجربة خوض الانتخابات. ففي كل مرة تطل علينا هذه المناسبات نرى أبطالا من الورق تتجمهر وتشد رحالها فيتنافس محموم لتلتف حول من يتولى شؤون إدارة الدولة مهما كان لونه واتجاهه سواء كان مدنيا أو عسكريا أو دكتاتوريا أو سارقا ماردا. فلا يهم انتماءه أو اتجاهه. فالمهم أن يكون هو القائد فقط. فتقرع له الطبول وتنظم له الولائم وتألف له القصائد وتنشد له الأناشيد الحماسية وتنظم له المسيرات والمبادرات التأييدية. .
هذا هو اسلوبنا وديدننا في كل مرة تحل بنا مثل هذه الاستحقاقات منذو عشرات السنين لا يتغير فيها أي شيء. أنها نقس الطبقة ونفس الأشخاص الذين يمدحون القائد الزعيم ويصفونه بكل الأوصاف، الرئيس الملهم، القائد الفذ، خادم البلد وبطل تنميتها، فهو الذي يسقي ويطعم من جوع وهو الذي يجب على الأمة التمسك به وتجديد مأمورياته بل ثمة من يطالب بأنيتوج ملكا ويكون ابنه ولي عهده.
لكن الغريب والعجيب أنه كلما غاب الزعيم أو توارى لأي سبب مهما كان ولعل أكثر هذه الأسباب يتم بواسطة الانقلابات العسكرية، وما أكثرها في بلادنا. وبعد كل تغير في رأس الهرم فماذا يجري؟ ترى كل هذه الطبقة تتنكر لزعيمها السابق وتلعنه وتبدل جلدها لتقيم نفس المعزوفة للقائد الجديد تبجله وتمدحه وكأن البلاد لم تعرف قط مثله ولا أفضل منه.
سئمنا وهرمنا من هذه الطبقة السياسية التي لا تعرف الا النقاق والتملق ونهب خيرات البلاد. سأمنا وهرمنا منها وآن الأوان بأن نتخلص منها والى الأبد.
فهل تكون هذه الاستحقاقات فرصتنا الذهبية لتغير طبقتنا السياسية ونأتي” بخلق جديد” يتم اختياره على أساس معايير النزاهة والصدق والاستقامة مع الخبرة والمهنية العالية. وبإمكاني أن أحلف يمينا مغلظا بان هد الطبقة موجودة بكثرة في بلادنا،فيكفي البحث عنها بحسن نية وجدية.
نعم، فرص التغيير وان قلت لا تتكرر. وعلى من ولي أمرنا وهو علي عتبة مأموريته الأولي، وتعزيزا لما أنجز في الثلاثة البالية، أن يبادر مبدعا ومجددا لطبقة سياسية أتت على الحرث والنسل وحبست البلاد في غيابات الفقر والتخلف.
ان تحديات العصر والحاجة الماسة للتنمية لمطالب شعبية مشروعة لا مناص من تحقيقها لاستشراف مستقبل واعد في ظل مأمورية ثانية ان شاءت الأقدار.
وما أريد الا الإصلاح.
أبه ولد باباه / خبير إقتصادي