من الواضح أن بعض الأجنحة النافذة داخل الحزب لا يخدمها تجديد الهياكل، وتسعى جاهدة إلى عرقلته أو تأجيله قدر الإمكان، لما قد يشكّله من تهديد على نفوذها، ولو بشكل مرحلي.
في المقابل، تستعد قوى شبابية وتجمعات متعددة لخوض غمار العمل الحزبي، كلٌّ بأسلوبه، متطلعة إلى فرصة إنصاف حقيقي من خلال إعادة هيكلة عادلة ومنفتحة.
الإختيار بمعيارية أو فتح باب الانتساب بشكل منصف أمام الطاقات الشبابية الجادة والمستعدة للعمل السياسي النزيه، عواملٌ كفيلة بتغيير الصورة النمطية السائدة عن الأحزاب الحاكمة، التي لطالما أفرغت الساحة من الشباب بفعل الابتذال السياسي والتهميش.
وإذا ما ابتعد الوزراء وكبار السّاسة عن التأثير المباشر في المنافسة الداخلية، فإن ذلك سيفسح المجال أمام بروز جيل جديد من أبناء الوطن، أكثر وعياً وحرية في تفكيره، وأشدّ إيماناً بالاستقرار والتنمية، انسجاماً مع متطلبات المرحلة محلياً ودولياً. بل إن هذا التوجه كفيل بإعادة ثقة الناس في الأحزاب، حين يشعر الجميع بأنهم ممثَّلون فيها.
من جانبٍ آخـر لا يرقى بالأحزاب الكبيرة أن تقاد كتلها الشبابية من لدن شبابٍ لايمثل نخبة الشباب السياسي في الساحة، بغض النظر عن ما يستند عليه من تزكيات و نفوذ، فشباب الأحزاب هم وقود المعارك و رجال المنابر و صناع القرار و العمود الفقري الذي يرتكز عليه الكيان الحزبي.
نتمنى أن تدرك القيادة السياسية حساسية المرحلة الراهنة، وأن تعي أن التوريث السياسي والاحتكار لم يعدا مجديَين، بل صارا عاملَين من عوامل الإحباط الشعبي، في وقتٍ تحتاج فيه البلاد إلى فتح آفاق جديدة أمام جميع أبنائها.